ما هي اتفاقية لاهاي؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف اتفاقية لاهاي:

اتفاقية لاهاي: يُطلق على اتفاقية لاهاي اسم قانون الحرب وهي عبارة عن معاهدتان دوليتان تمت مناقشتهما لأول مرة في مؤتمرين منفصلين للسلام تم عقدهما في مدينة لاهاي بهولندا؛ وهما مؤتمر لاهاي الأول الذي عُقد عام 1899 ومؤتمر لاهاي الثاني الذي عُقد عام 1907، بالإضافة إلى هاتين الاتفاقيتين اتفاقيات جنيف، هذه هي النصوص الرسمية الأولى التي تنظم قوانين الحرب وجرائم الحرب في القانون الدولي العام، كما تقرر عقد المؤتمر الثالث في عام 1914، والذي تم تأجيله إلى عام 1915 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وبقدر ما يتعلق الأمر بألمانيا، أطلق الباحث الألماني في القانون الدولي والتر شوكينج (من دعاة السلام) على الوفد الذي وقع الاتفاقيتين اسم “الاتحاد الدولي لمؤتمر لاهاي”. وفي صميم كيان اتحادي دولي، لديهم القدرة على الاجتماع بانتظام لإقرار العدالة وصياغة أحكام القانون الدولي للبحث عن حلول سلمية للنزاعات الدولية، مؤكدين أن هذين المؤتمرين في لاهاي شكلا تحالفًا سياسيًا واضحًا يضم جميع دول العالم. والمؤسسات المختلفة التي تم إنشاؤها بناءً على توصيات هذين الاجتماعين، مثل محكمة التحكيم الدائمة، هي جزء لا يتجزأ من الاجتماعين والاتفاقيات الناتجة عنه.

وبُذلت خلال الاجتماعين العديد من الجهود لإرساء هيكل مستقر لمحكمة العدل الدولية، كان من بينها قرارات إلزامية لحل النزاعات الدولية بدلاً من إعلان الحرب، ولا تزال هذه هي الوسيلة الأولى لحل أي نزاع مشترك. ولكن مرتين لم يكن الاجتماع موضع تقدير للنجاح، ولكن الاجتماع الأول كان ناجحًا نسبيًا بعد المناقشة الرئيسية. وفيما يتعلق بنزع السلاح، على الرغم من فشل الاجتماع الثاني في إقناع القادة الوطنيين بضرورة إنشاء محكمة دولية للأحكام والقرارات الملزمة لحل النزاعات، فقد نجح في نشر فكرة التحكيم الطوعي بعد موافقة أطراف النزاع، وكان يتابعه بنشاط  دائم بالإضافة إلى حقوق والتزامات الدول المحايدة، حيث تم تحصيل الديون ووضع قوانين حرب ملزمة أثناء النزاعات المختلفة. بالإضافة إلى القضايا المذكورة أعلاه، أجرى كلا المؤتمرين مناقشات جادة حول قوانين الحرب وجرائم الحرب، ولكن في الأول تم انتهاك العديد من هذه القوانين بالفعل خلال الحرب العالمية.

نصوص معاهدة لاهاي:

نصت معاهدة لاهاي على عدة بنود تتركز على ما يلي:

  • التسوية السلمية للنزاعات الدولية.
  • قوانين وعادات الحرب على الأرض.
  • تكييف مبادئ اتفاقية جنيف لعام 1864 مع العمليات البحرية.
  • منع إطلاق القذائف والمتفجرات من البالونات.
  • الحفاظ على الوضع الراهن للمستعمرة وتجنب التغييرات الأساسية للقوانين الوطنية أو طرق التنفيذ.
  • بخصوص الغرض من استخدام المقذوفات لتفريق الغازات الخانقة أو السامة.
  • فيما يتعلق باستخدام الرصاص الذي يسهل انتفاخه أو تسطيحه في جسم الإنسان.

مضمون معاهدة لاهاي:

انعقد مؤتمر لاهاي الأول بدعوة من القيصر الروسي نيكولاس الثاني وبحضور ستة وعشرين دولة، وانتهى المؤتمر بالتطوير التدريجي للأسلحة وأساليب التوقف وأفضل الوسائل وأنجع الوسائل لضمان سلام دائم في العالم، بعيدًا عن تهديد الحرب؛ لأن الاتفاقية تنص بشكل أساسي على إرساء قوانين وأعراف الحرب، وتحديد مستويات التسلح الوطني، ومناقشة الحلول السلمية للنزاعات القائمة، بينما يتضمن مؤتمر لاهاي الثاني الاجتماع الأول مراجعة التوصيات والاتفاقيات وصياغة توصيات جديدة أخرى مثل مسؤوليات الدول والدول المحايدة. وقوانين الحرب البحرية والقوانين المتعلقة باستخدام القوة لاسترداد الديون التعاقدية للدول الأخرى.

أبرز نتائج اتفاقية لاهاي:

لم يحقق مؤتمر لاهاي الأول أهدافه الرئيسية؛ لكن مؤتمر لاهاي الثاني حقق أهدافه الأساسية ومنها الحد من التسلح، بالإضافة الى سلسلة من النتائج المهمة، بما في ذلك:

  • صياغة عدد من الاتفاقات التي نصت على وجه التحديد على ظروف القتال والحرب البرية والبحرية، وأصدرت القرار الدولي.
  • اعترض على الاتفاقية وقدم توصيات ضدها.
  • حظر استخدام الغازات الخانقة أو الرصاص المتفجر، فقد قدم مؤتمر لاهاي الثاني بعض التوصيات، مثل حظر استخدام القوة لتحصيل الديون التعاقدية، وحظر زرع الألغام الأرضية، كما أوصى المؤتمر بعقد مؤتمر آخر خلال السنوات الثماني المقبلة.

العيد المئوي لاتفاقية لاهاي:

للاحتفال بالذكرى المئوية منذ مؤتمر لاهاي للسلام عام 1907 واتفاقية التسوية السلمية التي تم التوصل إليها في العام نفسه، عقدت المحكمة اجتماعاً تذكارياً للجنة الإدارية للمحكمة في تاريخ 18 أكتوبر تشرين الأول 2007، حيث ضم جميع أعضاء المحكمة. وقد تضمنت جلسات الاجتماع التذكاري الكثير من البرامج والأهداف الخاصة بها.

المصدر: القانون الدولي الإنساني/الدكتور هشام بشير و إبراهيم عبد ربه إبراهيم/2012القانون الدولي الإساني/عمر سعد الله/2016الوجيز في القانون الدولي الإنساني/ بلال النسور و رضوان المجاليالمدخل لدراسة القانون الدولي الإنساني/ حنان الخولي و إيناس الصادق


شارك المقالة: