أسطورة أرتميس

اقرأ في هذا المقال


أرتميس هي إلهة الصيد والقمر والعفة الأولمبية، وفي الوقت المناسب أصبحت أيضًا مرتبطة بالولادة والطبيعة، ولم يتجاوز عمرها بضعة أيام حيث ساعدت والدتها ليتو على ولادة شقيقها التوأم أبولو، وكانت أرتميس تحميها وبراءة كاهناتها للغاية، ونتيجة لذلك لم تكن لطيفة للغاية عندما لم يكن بعضهم شديد الحذر، وعلى الرغم من أنّ أفلاطون يقول أنّ اسم أرتميس مرتبط بعذريتها والكلمة اليونانية القديمة التي تعني غير مصابة أو نقية، وهنا نعلم الآن أنّ أصلها مختلف بلا شك وربما حتى فارسي، ومع ذلك لا يمكن للعلماء الاتفاق على معناه الأصلي.

تصوير أرتميس ورمزية

لم يواجه النحاتون والشعراء والرسامون مثل هذه المشاكل حيث يتم تصوير أرتميس عالميًا تقريبًا على أنّها صيادة شابة وجميلة وقوية تحمل جعبة بالسهام وتمسك قوسًا، وعادة ما ترتدي سترة قصيرة تصل إلى الركبة وغالبًا ما تكون مصحوبة ببعض الحيوانات (الأيل أو الظبية أو كلاب الصيد)، وباعتبارها إلهة القمر يتم تمثيلها أحيانًا وهي ترتدي رداءًا طويلًا وتاجًا على شكل هلال.

ألقاب أرتميس

يدعو هوميروس أرتميس إما بسيدة الحيوانات أو هي من البرية، وبصفتها صائدة يُشار إليها أيضًا باسم سكب السهم أو مطلقة النار على الغزلان، وتمامًا مثل شقيقها قد يُطلق عليها أحيانًا اسم مشرق أو أكثر من ذلك توضح وظيفتها كإلهة القمر بجالبة الشعلة.

عائلة وولادة أرتميس

أرتميس هي ابنة زيوس وليتو وهي نفسها ابنة جبابرة كويوس وفيبي، والتي طاردت هيرا ليتو في جميع أنحاء الكوكب ومنعتها من الولادة في أي مكان على أرض صلبة، فكانت غاضبة من خيانة زوجها، ومع ذلك وصلت ليتو إلى جزيرة ديلوس وأنجبت أرتميس بينما كانت توازن نفسها على غصن زيتون، وعندما سمعت هيرا هذا منعت ابنتها إيليثيا إلهة الولادة من مساعدة ليتو، وأدى هذا إلى تأجيل ولادة أبولو لمدة تسعة أيام، ومن يدري كم من الوقت كان سيمضي لو لم تتعلم الطفلة أرتميس بأعجوبة فن القبالة وساعدت ليتو أخيرًا في ولادة شقيقها.

أرتميس إلهة العذراء المنتقمة

عندما كانت أرتميس لا تزال خادمة صغيرة طلبت من والدها زيوس الحفاظ على عذريتها إلى الأبد، ولذلك -تمامًا مثل أثينا وهستيا- ظلت عفيفة إلى الأبد، وقد حافظت على هذا النذر بقوة أكبر منهم، فعلى سبيل المثال عندما رآها الصياد أكتايون وهي تستحم عارية حولته إلى أيل ووضعت كلاب الصيد ضده، فقامت الكلاب بتمزيق أكتايون إلى أشلاء، وكذلك الأمر عندما كان سيبرويتس الأقل شهرة ومجرد صبي عندما تعرض لسوء حظ أكتايون برؤية الإلهة بالصدفة عارية، ولذلك تمت معاقبته بشكل أقل شدة بحيث حولته أرتميس إلى فتاة.

كما حاول آخرون مهاجمة أرتميس حيث لا أحد منهم عاش ليخبر، والقصة الأكثر شهرة تدور حول اوريون رفيقة الصيد منذ فترة طويلة لها، وفي الواقع ربما كان أيضًا هو الاهتمام الوحيد لأرتميس بالحب، ومع ذلك عندما حاول خلع رداء أرتميس تم قتله من قبل الإلهة، ويقول آخرون أنّ اوريون قُتل بالفعل بواسطة عقرب أرسلته جايا أو سهم أبولو، كما حاولت الآلهة فقط الحفاظ على عذرية أرتميس سليمة في المرة الوحيدة التي لم تستطع.

أرتميس المدافعة عن النقاء

أرتميس لم تهتم فقط بنقائها كما دافعت عن براءة عبادها، وكانت بلا رحمة إذا فقدها أحد من كاهناتها، فعلى سبيل المثال بعد أن أنجبت مضيفة الصيد الخاصة بها كاليستو أركاس ابن زيوس تفاوضت أرتميس مع هيرا لتحويلها إلى دب، وكانت الخطة تقضي بقتل أركاس ومع ذلك تمامًا كما كان ذلك على وشك الحدوث وضع زيوس كلاهما في السماء مثل الأبراج يورسا ماجور ويورسا مانيور.

وتمامًا كما عاقبت المخالفين للنذر المقدس كافأت أرتميس أولئك الذين حافظوا عليه، ومن أجل تكريس نفسه لحياة عفيفة احتقر هيبوليتوس أفروديت وبعد ذلك جعلت إلهة الحب زوجة أبيه تقع في حبه، ووضع هذا سلسلة من الأحداث التي أدت إلى موت هيبوليتوس، ومع ذلك دعت أرتميس أسكليبيوس وأعاد هيبوليتوس إلى الحياة كرجل جديد والذي حكم فيما بعد في إيطاليا تحت اسم فيربيوس، وفي حالة إيفيجينيا استبدلت أرتميس الفتاة بغزال كما كانت إيفيجينيا على وشك أن يضحي بها والدها أجاممنون، وبعد ذلك أخذت إيفيجينيا معها في توريس وجعلتها كاهنة طائفتها.

أرتيمس في الأساطير

تشارك أرتيمس إلهة الصيد البري في قصص لا حصر لها عبر الأساطير اليونانية، فكانت شخصية مهمة في البانثيون اليوناني مما أدى إلى حكايات فريدة من الانتصار وتعقيدات مشاعر الإله.

1- أرتميس وأجاممنون: تضمنت إحدى القصص أجاممنون ملك ميسينا، حيث قتل أجاممنون أيلًا في بستان أرتميس المقدس، ورداً على ذلك سعت إلى معاقبته بشدة، ودفعته الإلهة وتحولت إلى الرياح لتدمير سفنه عندما بدأت حرب طروادة، وبدافع الخوف عرض على أرتميس ابنته إيفيجينيا، وأخذتها الإلهة واستبدلت وجودها بغزال، ولا تذكر الأسطورة ما حدث لإيفيجينيا ولكن بعض العلماء يقولون إنّها أصبحت رفيقة أرتميس الخالدة.

2- أرتميس وهرقل: تم تكليف هرقل بالتقاط كرينيان هند، واعتقد الملك أنّ المخلوق كان سريعًا جدًا بحيث لا يمكن للبطل الإمساك به، ورأى أيضًا أنّ نجاح البطل في القبض على المخلوق المقدس سيغضب الإلهة أرتميس بشدة وسيؤدي غضبها إلى موت النصف إله، ولم يأسر هرقل الهند، بل بدلاً من ذلك ظهرت له أرتميس أثناء قيامه بعملية الاستيلاء عليها وأمره بالعودة وإبلاغ الملك يوريستيوس بأنّه التقى بأرتميس، وبعد لقاء النصف إله مع الإلهة تم اعتبار المهمة مكتملة.

3- أرتميس وأكتايون: تدور هذه الأسطورة والقصة حول نقاء أرتميس والعقاب الذي يتبع الأعين المحدقين، ومثل معظم الحكايات في الأساطير اليونانية هناك إصدارات متعددة، والتكرار القياسي هو أنّ أكتايون كان رفيقًا في الصيد لأرتميس، وبينما يغامر في الربيع المقدس يرى الإلهة مكشوفة فيحاول في النهاية أن يفرض نفسه عليها، ولهذا الفعل تحول أرتميس رفيقها السابق في الصيد إلى أيل وتقوم كلاب الصيد الخاصة به بلتهامه بسرعة، ويصور الشاعر الروماني أوفيد أكتايون ببراءة أكثر قليلاً قائلاً إنّه نظر إلى جسدها العاري بالصدفة ولم يحاول إجبار نفسه عليها وفي كلتا الحالتين ما زالت أرتميس تحوله إلى أيل.

4- أرتميس وأبولو ونيوبي: في هذه الحكاية شرعت أرتميس وشقيقها التوأم في قتل جميع أطفال نيوب للدفاع عن شرف والدتهم وقتل التوأم كل من أطفال نيوب، وكانت نيوب ملكة طيبة وزوجة أمفيون، وتفاخرت بتفوقها على ليتو التي كانت والدة أرتميس وأبولو، وتفاخرت بأطفالها قائلة إنّ ليتو قادرة على إنجاب طفلين فقط، وفي غضون ذلك كان لديها سبعة أولاد وسبع فتيات فقتل أبولو الأولاد أثناء ممارستهم لألعاب القوى بينما قتلت أرتميس الفتيات في لحظة، وكلاهما استخدم السهام السامة والتي كانا بارعين في استخدامها، وتقول بعض إصدارات الحكاية أنّ التوائم أنقذوا ولدًا وفتاة، وفي كلتا الحالتين قتل زوج نيوب ووالد أطفالها المختلفين وأمفيون قتل نفسه عندما علم بالوفاة، وأصبحت نيوب مدمرة وعندما كانت تبكي حولتها أرتميس إلى حجر.

5- أرتميس وأدونيس: تنتهي قصة أدونيس بانتقام أرتميس حيث كان أدونيس رجلاً وسيمًا برع أيضًا في الصيد، ويختلف سبب اختيار أرتميس لقتله من رواية إلى أخرى، ففي أحد الإصدارات هذا لأنّه تفاخر بأنّه أفضل في الصيد من أرتميس، ويقول آخرون إنّها سعت إلى قتله انتقامًا لمقتل هيبوليتوس صياد أرتميس، وبحسب ما ورد قُتل هيبوليتوس على يد أفروديت التي كانت من عشيق أدونيس، وبغض النظر عن المنطق تقول معظم الروايات أنّ أرتميس أرسل خنزير بري لقتل أدونيس.


شارك المقالة: