اقرأ في هذا المقال
تتميز اللغة العربية عن باقي اللغات بغزارة أساليبها وتنوعها، ومن أهم هذه الأساليب أسلوب الاستفهام الذي يتنوع بتنوع أدواته، فلكل أداة وظيفة خاصة تميزه عن غيره. فما هو تعريف أسلوب الاستفهام، وما هي عناصره في اللغة العربية وما هي أدوات الاستفهام، وأنواعه وإعراب أدوات الاستفهام؟
تعريف أسلوب الاستفهام
يُعَدّ أسلوب الاستفهام من الأساليب التي يستخدمها الناس بشكل كبير في اللغة العربية، حيث يستخدم طرح الأسئلة والاستفسار عن أحداث أو أماكن أو أشخاص أو زمان أو ما شابه ذلك.
الاستفهام لغة: هو طلب الفهم والمرادف لكلمة الاستفهام هي الاستخبار.
الاستفهام اصطلاحًا: هو الأسلوب الذي يستخدمه السائل عندما يريد معرفة شيء كان يجهله سابقًا.
عناصر أسلوب الاستفهام
يتكون أسلوب الاستفهام في اللغة العربية من ثلاثة عناصر رئيسية لا يصح الأسلوب إلا بها وهي:
1- أداة الاستفهام.
2- المستفهم عنه.
3- الجواب.
أدوات الاستفهام في اللغة العربية
تنقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين هما: حرفان وأسماء.
حرفا الاستفهام
هما الهمزة (أ) و (هل)؛ وهنا نستخدمهما للاستفهام عن مضمون ومحتوى الجملة، ويجب هنا أن يكون الجواب بما يلي:
- نعم وتستخدم للإثبات مثال:
نعم، سأذهب إلى الحفل غدًا.
- ولا التي تستخدم للنفي مثال:
لا أذهب إلى الحفل غدًا.
– أما إذا استخدمنا الاستفهام بالهمزة (أ) عن شيء واحد من بأشياء عديدة، كان الجواب هنا بالتعيين، أي أننا نحدد شيء واحد، مثال على ذلك:
الغناء هوايتك المفضلة أم الموسيقى؟
الجواب: الموسيقى هي هوايتي المفضلة.
– أما إذا جاء بعد الهمزة (أ) أداة نفي مثل (أليس، ألم، ألن، ألا) كان الجواب هنا: بلى للإثبات مثال:
بلى، نحن من هواة الغناء.
وبنعم للنفي مثال على ذلك:
نعم، لسنا من هواة الغناء.
أسماء الاستفهام
أما أسماء الاستفهام في اللغة العربية فهي كثيرة وهي:
– ما، ماذا: ونستعملهما دائمًا لغير العاقل من الحيوان او النبات او الجماد او الاستفهام عن حقيقة الأشياء او صفاتها سواء كان للعاقل أو غير العاقل مثال: ما بعت؟ ما القصة؟ ما الشجر المزروع؟ ما محمد؟ ونقصد هنا الاستعلام عن صفاته.
– مَنْ، مَنْ ذا: وهنا نستخدمهما للاستفهام عن الشخص العاقل مثال على ذلك: مَنْ فتح الأندلس؟ مَنْ ذا الكاتب؟
– متى: وهو ظرف يستخدم للاستفهام به عن الزمن الماضي والزمن في المستقبل مثال: متى جئت؟ متى تحضر؟
– أين: وهو ظرف يستخدم للاستفهام عن المكان مثال على ذلك: أين والدك؟ أين تكتب؟ أين تذهب؟
– أيّانَ: وهو ضرف بمعنى الآن او الحين والوقت مثال على ذلك: قوله تعالى: “ويسألونك عن الساعة أيّان مرساها”.
– كيف: ويستخدم هنا للاستفهام به عن حالة الشيء مثال على ذلك: كيف خالك اليوم؟ كيف ذهبت الى الجامعة؟
– أنَّى: وتأتي هنا بمعنى “كيف” وأيضا تأتي بمعنى “من أين” وتحدد حسب سياق السؤال مثال على ذلك: أنَّى تفعل هذا وقد نهيتك عن فعله؟ وقوله تعالى: “يا مريم أنَّى لك هذا”.
– كمْ: ونستخدمها عندما نريد الاستفهام عن عدد نريد تعينه مثال على ذلك: كم مقالًا كتبت هذا الشهر؟
– أيّ: ونستخدمها هنا للاستفهام عن جميع ما ذكر سابقًا مثال على ذلك: أيّ نوع من الفواكه تحب؟
وللإجابة عن الاستفهام باستخدام هذه الأدوات يكون بتعين وتحديد المستفهم عنه مثال على ذلك: ماذا كتبت؟ كتبتُ مقالًا عن أسلوب الاستفهام.
ملاحظة على أسماء الاستفهام
قد يكون هناك خروج لبعض أسماء الاستفهام عن غرضها الحقيقي، والاستفهام إلى أغراض أُخرى، ومن الأمثلة على هذه الأسماء:
– مَنْ: وتخرج مَنْ هنا لمعنى النفي مثال على ذلك: قوله تعالى: “ومَنْ يغفر الذنوب إلا الله“، والتعجب ومثال على ذلك: قوله تعالى: “مَنْ بعثنا من مرقدنا“، وأيضًا التشويق والترغيب ومثالاً على ذلك قوله تعالى: “مَنْ ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً”.
كيف: وهنا تخرج كيف إلى معنى يفيد التعجب، مثال على ذلك: كيف تكفرونَ بالله، أو تخرج لمعنى يفيد النفي والإنكار، مثال على ذلك: كيف أفعلُ هذا؟، أو يفيد التوبيخ، مثال على ذلك: قوله تعالى: “وكيف تكفرون وأنتم تُتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله”.
إعراب أسماء الاستفهام
تأتي أسماء الاستفهام كافة على حالة البناء سوى (أيّ)، وإن المبني هو الذي تثبت حركة آخره وتبقى لا تتغير أبدًا بتغير موقعه من الجملة. وتكون أسماء الاستفهام مبنيّة في محل رفع ٍ أو نصبٍ أو جرٍ حسب موقعها من الجملة، مثال على ذلك: من بالخارج؟ أحمد بالخارج وهنا نعرب كلمة أحمد” مبتدأ مرفوع ويترتب على ذلك إعراب مَن مبتدأ مرفوع كذلك.
نستنتج من ذلك أن أسلوب الاستفهام من أساليب اللغة العربية، ولكل أداة من أدوات الاستفهام وظيفة خاصة تميزه عن غيره وله عناصره وأنواعه في اللغة العربية.