قصة الأفعى البيضاء

اقرأ في هذا المقال


قصة الأفعى البيضاء (The Legend of the White Snake) المعروفة أيضًا باسم
(Madame White Snake)، هي أسطورة صينية، تم تقديمها منذ ذلك الحين في عدد من الأوبرا الصينية الرئيسية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، يبدو أن أول محاولة لتخيل القصة في شكل مطبوع هي
(The White Maiden Locked for Eternity ) في قصص Feng Menglong لتحذير العالم، والتي تمت كتابتها خلال عهد أسرة مينج، تُحسب الأسطورة الآن كواحدة من الحكايات الشعبية الأربع الكبرى في الصين، والآخرون هم السيدة منغ جيانغ ومحبي الفراشات، وكاورد والفتاة الحائكة (نيولانغ جينو).

الشخصيات:

  • الملك.
  • الخادم .
  • الغربان.

  • الأسماك.

  • ملك النمل.

قصة الأفعى البيضاء:

منذ زمن بعيد، عاش ملك اشتهر بحكمته في كل الأرض حيث لم يخف عنه شيء، وبدا كما لو أن أخبار أكثر الأشياء سرية وصلت إليه عبر الهواء، لكن كان لديه عادة غريبة، كل يوم بعد العشاء عندما يتم تنظيف الطاولة، وبعدما يغادر الجميع، كان على الخادم الأمين أن يحضر له طبقًا آخر حيث كانت هذا الطبق مغطى وحتى الخادم لم يعرف ما بداخله ولا أحد يعلم؛ لأن الملك لم يكن يخلع الغطاء قط ليأكل منه إلا إذا كان وحيدًا تمامًا، لقد استمر هذا الأمر لفترة طويلة ،وفي يوم من الأيام كان الخادم الذي أخذ الطبق يومًا ما يغلب عليه الفضول لدرجة أنه لم يستطع حمل الطبق إلى غرفته دون أن يرى ما بداخله، عندها أغلق الباب بعناية، رفع الغطاء ورأى ثعبانًا أبيض ملقى على الطبق، ولكن عندما رآه لم يستطع أن يحرم نفسه متعة تذوقه، فقطعه قليلًا ووضعه في فمه.
ولم يكد يلمس لسانه حتى سمع صوت كثير من الأصوات الصغيرة خارج نافذته وعندما ذهب واستمع، لاحظ أنّ العصافير هي التي كانت تتجاذب أطراف الحديث معًا، وتخبر بعضها البعض عن كل أنواع الأشياء التي رأوها في الحقول والغابات، لقد منحه أكل الثعبان القدرة على فهم لغة الحيوانات، وفي في هذا اليوم بالذات فقدت الملكة أجمل خاتم لها، ووقع الشك في سرقتها على هذا الخادم المؤتمن، لذلك أمر الملك بإحضار الرجل أمامه، وهدده بكلمات غاضبة أنه ما لم يستطع قبل الغد، أن يخبره عن اللص، فسيعتبره هو نفسه مذنباً وحينها سيقوم بإعدامه، ولكنّه عبثاً أعلن براءته، وفي قمة خوفه وتعبه، نزل إلى الفناء وفكر في كيفية مساعدة نفسه للخروج من ورطته، فرأى بعض البط الذي كان يجلس بهدوء بجانب جدول ويأخذ قسطاً من الراحة، وبينما كانوا يفرشون ريشهم، كانوا يجرون محادثة سرية عندها وقف الخادم جانباً واستمع.
ثمّ كانوا يخبرون بعضهم البعض عن جميع الأماكن التي كانوا يتجولون فيها طوال الصباح، وما الطعام الجيد الذي وجدوه، وقال أحدهم بنبرة حزينة: شيء ثقيل على بطني، بينما كنت أتناول الطعام على عجل ابتلعت الخاتم الذي كان يقع تحت نافذة الملكة، حينها أمسكها الخادم على الفور من رقبتها وحملها إلى المطبخ، وقال للطباخ: هذه هي بطة جيدة، اقتلها واطبخها، فقطع الطباخ رأسها، وبينما كان ينظفها ويخرج أحشائها، تم العثور على خاتم الملكة بداخلها، فذهب للملك وبسهولة قام بإثبات براءته، ولتعويض هذا الخطأ سمح له الملك بطلب تعويض ووعده بأفضل مكان في البلاط الملكي لكن رفض الخادم كل شيء، وطلب فقط حصانًا وبعض المال للسفر، حيث أصبح لديه عقل لرؤية العالم والذهاب قليلًا، وبعدما تمت الموافقة على طلبه، انطلق في طريقه.
في أحد الأيام، جاء إلى بركة حيث رأى ثلاث أسماك تم صيدها وضعها في طبق من القصب تلهث بحثًا عن الماء، وعلى الرغم من أنه يقال إن الأسماك غبية، فقد سمعها تتأسف على نفسها أنها يجب أن تموت بشكل بائس، ولأن قلبه طيب، نزل من حصانه وأعاد السمك السجين إلى الماء، فارتجفت الأسماك بفرح، وأطلقوا رؤوسهم وصرخوا إليه، سوف نتذكرك، ونكافئك على إنقاذنا، ثمّ أكمل مسيرته، وبعد فترة بدا له أنه سمع صوتًا في الرمال عند قدميه، وحين اقترب ليستمع، سمع ملك النمل يشكو: لماذا لا يستطيع الناس، مع وحوشهم الخرقاء الابتعاد عن أجسادنا؟ هذا الحصان الغبي، بحوافره الثقيلة كان يدوس على شعبي بلا رحمة!
لذا اتجه الرجل إلى طريق جانبي آخر فصرخ له ملك النمل: سوف نتذكرك وسنرد لك هذا الجميل، ثمّ قاده الطريق إلى الغابة وهناك رأى غرابين عجوزين يقفان بجانب عشهما، ويلقيان صغارهما من مكان عالي حيث صرخوا: اخرجوا أيها الخاملون، لم يعد بإمكاننا إيجاد طعام لكم بعد الآن، أنتم كبرتم بما يكفي، ويمكنكم إعالة أنفسكم، لكن الغربان الصغيرة المسكينة بقيت ملقاة على الأرض ترفرف بجناحيها وتبكي، فنظر وقال: يا لها من فراخ عاجزة! حيث كانت تقول يجب أن نعتمد على أنفسنا، ومع ذلك لا يمكننا الطيران! ماذا يمكننا أن نفعل، هل نستلقي هنا ونتضور جوعاً؟
فنزل الشاب الصالح وقتل حصانه بسيفه وأعطاهم طعاماً، ثم بدأوا يقفزون عليه، ويشبعون جوعهم، ويصرخون سوف نتذكرك، ونرد لك ذلك الجميل، والآن كان عليه أن يستخدم رجليه بعد خسارة حصانه، وعندما قطع مسافة طويلة، أتى إلى مدينة كبيرة حيث كان هناك ضجيج وحشد كبير في الشوارع، فقد ركب رجال على ظهور الخيل، وهو يصرخ بصوت عالٍ: ابنة الملك تريد زوجًا، لكن من يريد التقدم لها يجب أن يؤدي مهمة صعبة، وإذا لم ينجح فسوف يخسر حياته، لقد تقدم الكثيرون للأميرة لكن دون جدوى. ومع ذلك، عندما رأى الشاب ابنة الملك، تغلب عليه جمالها العظيم لدرجة أنه نسي كل المخاطر، وذهب أمام الملك وأعلن نفسه خاطبًا.
وكان أول مهمة له عندما القى الملك خاتماً من الذهب، ثم أمره الملك بإحضار هذا الخاتم من قاع البحر، وقال له : إذا صعدت بدونه، سنلقى بك مرارًا وتكرارًا حتى تموت وسط الأمواج، كان كل الشعب حزين على الشاب الوسيم، ثم ذهبوا وتركوه وحده عند البحر، حين نزل للمرة الأولى لم يعثر على الخاتم ثمّ خرج ووقف على الشاطئ وفكر في ما يجب عليه فعله، لكنّه رأى فجأة ثلاث أسماك تسبح نحوه، لقد كانت الأسماك نفسها التي أنقذ حياتها، ثمّ كان الذي في المنتصف يحمل صدفة البحر في فمه، والذي وضعه على الشاطئ عند أقدام الشاب، وعندما رفعه وفتحه، كانت الأسماك قد وضعت الخاتم الذهبي في الصدفة.
أخذ الشاب الخاتم وذهب به للملك، ففرح به إلى الملك، وتوقع أن يمنحه المكافأة الموعودة، ولكن عندما أدركت الأميرة الفخورة أنه لم يكن متساويًا معها في المستوى وأنّه كان خادماً، احتقرته وطلبت منه أولاً أداء مهمة أخرى حيث نزلت إلى الحديقة ونثرت بيديها عشرة أكياس من بذور القمح على العشب، ثم قالت: في صباح الغد قبل شروق الشمس، يجب التقاطها جميعها دون ترك حبة واحدة.
جلس الشاب في الحديقة وفكر في كيفية القيام بهذه المهمة، لكنه لم يستطع التفكير في أي شيء، وجلس هناك بحزن منتظرًا فاصل النهار، عندما يجب أن يُقاد إلى الموت، ولكن بمجرد أن أشرعت أشعة الشمس الأولى على الحديقة، رأى كل الأكياس العشرة واقفة جنبًا إلى جنب وممتلئة تمامًا، ولم تكن هناك حبة واحدة مفقودة حيث جاء ملك النمل في الليل ومعه الآلاف من النمل، وكانت المخلوقات الممتنة بفضل معروفة معها ، تلتقط كل بذور القمح وتجمعها في الأكياس، وعندما نزلت ابنة الملك نفسها إلى الحديقة، كانت مندهشة بشدة لرؤية الشاب قد أنجز المهمة التي كلفته بها.
لكنها لم تستطع حتى الآن التغلب على قلبها الفخور، وقالت: على الرغم من قيامه بكلتا المهمة، إلا أنه لن يكون زوجي، حتى يحضر لي تفاحة من شجرة الحياة، ولم يكن الشاب يعرف أين تقف شجرة الحياة، لكنه انطلق وكان سيستمر إلى الأبد، ما دامت رجليه تحمله، ورغم أنه لم يكن لديه أمل في العثور عليها، بعد أن تجول في ثلاث ممالك فجاء ذات مساء إلى غابة واستلقى تحت شجرة لينام.
ثمّ سمع حفيفًا في الأغصان، وسقطت تفاحة ذهبية في يده، في الوقت نفسه طارت ثلاث غربان إليه، وجلست على ركبته ، وقالت: نحن الغربان الثلاثة الصغار الذين أنقذتنا من الجوع، وبعد ما كبرنا، وسمعنا أنك تبحث عن التفاحة الذهبية، حلّقنا فوق البحر إلى نهاية العالم حيث تقف شجرة الحياة وجلبنا لك التفاحة ثمّ انطلق الشباب، المليء بالبهجة ، إلى وطنه وأخذ التفاحة الذهبية إلى ابنة الملك الجميلة، التي لم يعد لديها الآن أعذار متبقية وحين قطعوا تفاحة الحياة إلى قسمين وأكلوها معًا، ثم امتلأ قلبها بالحب، وعاشوا عصرًا عظيمًا في سعادة لا تنتهي .


شارك المقالة: