الترجمة الأدبية ظهرت كفنّ من الفنون الأدبية الحديثة، والترجمة الأدبية تختصّ بترجمة الأعمال النثرية كالقصائد والروايات والقصص وغيرها، سنتحدّث في هذا المقال عن الترجمة الأدبية والرواية و ما هي النقاط الرئيسية التي يحتاجها المترجم أثناء ترجمة الروايات.
الترجمة الأدبية في الرواية
إنّ الترجمة الأدبية في مجال الرواية تحتاج من المترجم أن يتصف بمهارات متميّزة؛ بحيث يجب عليه أن يتعمّق في نص الرواية بشكل كبير، وعلى المترجم أن يتصف برهافة الحس التي تساعده على استشعار أهم المعاني والصور الجمالية والعبارات المجازية في الرواية، كما أن على المترجم أن يكون ذكي في قراءة نص الرواية؛ بحيث لا يفوته أي معنى عميق يختبئ بين سطورها.
ومن الأمور المهمّة التي يجب أن تكون موجودة لدى المترجم هي التبحّر في فهم المعاني العامّة والخاصّة، كما أنّه يجب أن يكون لديه القدرة على تتبّع الحبكة للرواية بشكل جيّد، بالإضافة لفهم الشخصيات الأساسية بها ولغة الحوار المستخدمة، هل هي تعكس الفرح والسرور والبهجة أم أنّها تعكس الألم والحزن الذي يستشعره القارئ من خلال هذا الحوار.
وهنالك الكثير من الأدباء الذين يطنّون أن عكس روح البهجة هو أمر صعب وربّما يكون أمر مستحيل؛ وهذا لأنّه يعتبر أمر يحتاج إلى كثير من الدقّة، بالإضافة لأنّها بحاجة أن يكون لدى صاحبها شغف كبير في فهم معانيها العميقة، ويجب على المترجم الأدبي أثناء ترجمة الرواية أن يكون لديه الوعي السردي الخاص بالرواية.
وحتّى يتكوّن لدى المترجم وعي سردي وقدرة على تتبّع الحبكة، بالإضافة لتفعيل المشاعر والأحاسيس؛ فيجب عليه أن يمتلك الخبرة في هذا الأمر، والخبرة تأتي من قراءة العديد من الروايات المترجمة؛ فمن خلال قراءة مجموعة من الروايات المترجمة فيستطيع المترجم أن يلتمس أهم الملاحظات التي تساعده لمواجهة أي صعوبة قد توجهه أثناء عملية الترجمة.
وتنبع الحاجة لقراءة عدّة أعمال مترجمة من الروايات من اختلاف الإيقاع الموسيقي والنسق المستخدم بتأليف الحبكة؛ لذلك يتكوّن لدى المترجم قدرة ومهارة على التوصّل لهذا البعد، وتخطّي أي فجوة من الفجوات التي تنشأ بسبب اختلاف اللغات والثقافات.
ومهما كانت الحاجات متعدّدة لترجمة الرواية؛ فإن الحاجة الرئيسية هي الشغف الحقيقي لدى المترجم بإنشاء نص رواية مترجم بشكل متقن.