هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة المزني من بني مضر وسميت مقطوعاته بالحوليات لأنه يمضي شهرًا في نظمها وينقدها في عام لهذا امتازت بعدة خصائص فنية.
أهم الخصائص الفنية في شعر زهير بن أبي سُلمى
1- الأسلوب: يعتبر زهير من الأدباء المجددين وكان يكثر من المحسنات ويتوجه إلى الصنعة دون إفراط ومثال عليه قوله:
وكلُّ محبّ أحدث النأيُ عنده
سَلُوَّ فؤادٍ غير حُبكِ ما يسلو
تأوبني ذكر الأحبة بعدما
هجعت ودوني قُلَّةُ الحزن فالرَملُ
2- المعاني: تميزت المعاني في مقطوعات زهير بن أبي سُلمى بأنها صادقة مستنبطة من الأحداث والتجارب التي عاشها لهذا تصل إلى أذن المتلقي وتتمكن من فؤاده ومثال عليها قوله:
وقال العذارى إنما أنت عَمُّنا
وكان الشبابُ كالخليط نُزايلُه
3- المواضيع الشعرية: تنوعت الأغراض في مقطوعات زهير وتمكن من إجادتها بدرجات متفاوتة فيدرك المتلقي تفوقه بالمدح والحكمة وكذلك الغزل أكثر من والرثاء والاعتذار ومن حديثه في المدح:
من يلق يومًا على علاقة هرمًا
يلق السماحة منه والندى خلقا
4- المفردات: تتميز الكلمات التي استعملها زهير بن أبي سُلمى في أدبه حيث كانت قوية وسهلة الفهم معًا وكان يختارها بعناية كبيرة ليتمكن من إيصال الفكرة إلى المتلقي ومثال عليها قوله:
إذا ابتدرت قيس بن غيلان غايةً
من المجد من يسبق غليها يثسَوَّدِ
سبقت إليها كل طلق مُبرزٍ
سبوقٍ إلى الغايات غير مُجلَّدِ
5- سعة الخيال: إن المتمعن في أدب زهير بن أبي سُلمى يلاحظ أنه يسرف في توظيف الخيال في مقطوعاته وغايته من ذلك إبراز المعنى وإيصال الفكرة بصورة واضحة دون غموض وصعوبة الكلمات ومثال على هذا:
شقَّ النسيم عليه جيب قميصه
فانساب من شطيّه يطلب ثاره
فتضاحكت ورق الحمام بدوحها
هزءاً فضمّ من الحياء إزاره
6- الحكمة: امتازت مقطوعات زهير بن أبي سُلمى بالحكمة التي جعلتها تتجه إلى النم التعليمي لما تحتويه من هدوء ورصانة وتناشد العقل أكثر من القلب ومثال على هذا:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم