قصة السعي وراء الذكاء أو (The Quest of Cleverness) هي من الحكايات البرازيلية التقليدية التي تعتمد قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين وعلى التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.
الشخصيات:
- الأمير.
- الأميرة.
قصة السعي وراء الذكاء:
منذ زمن بعيد عاش ملك لديه ابن غبي أرسله والده إلى المدرسة لسنوات عديدة على أمل أن يتعلم شيئًا هناك، ولكن كل أساتذته تخلوا عنه على أنه غبي ميؤوس منه وباتفاق واحد قالوا: لا فائدة من محاولة تعليم هذا الفتى من الكتب، إنّها مجرد مضيعة لوقتنا الثمين، واستدعى الملك مطولاً جميع أحكم رجال مملكته للتشاور معهم حول أفضل طريقة لجعل الأمير حكيمًا وذكيًا.
ناقشوا الأمر لمدة عام ويوم وكان رأي حكماء المملكة بالإجماع أن الصبي يجب أن يُرسل في رحلة عبر العديد من الأراضي، وبهذه الطريقة قد يتعلم الكثير من الأشياء التي لم يتمكن أساتذته من تعليمها له من الكتب، وبناءً على ذلك تمّ تجهيز الأمير لرحلته وقد أُعطي ثياباً راقية، وفرسًا أسود رائعًا، وحقيبة كبيرة مليئة بالمال وبهذه الطريقة بدأ من القصر ذات صباح مشرق بمباركة الملك وأبيه وجميع حكماء المملكة.
سافر الأمير عبر العديد من الأراضي وفي بلد ما تعلم شيئًا، وفي بلد آخر تعلم شيئًا آخر ولم تكن هناك دولة أو مملكة صغيرة أو فقيرة إلاّ لديها ما يتعلمه رغم أنّه كان غبيًا للغاية في قراءة كتبه، لكنّه تعلم دروس رحلته بعقل متفتح، وبعد جولات طويلة وصل الأمير إلى مدينة كان هناك مزاد يجري فيها حيث تمّ عرض عصفور مغرد للبيع، فسأل الأمير: ما هي الميزة الخاصة لهذا الطائر؟
فكان الرد: هذا الطائر بأمر من صاحبه يغني أغنية ينام كل من يستمع إليها، فقرر الأمير أنّ الطائر يستحق الشراء، وكان الشيء التالي الذي تمّ عرضه للبيع كان خنفساء، وسأل الأمير: ما هي الميزة الخاصة لهذه الخنفساء؟ كان الرد: هذه الخنفساء ستقضم طريقها عبر أي جدار في العالم فاشترى الأمير الخنفساء، ثمّ عُرضت فراشة للبيع وسأل الأمير مرة أخرى: ما هي الميزة الخاصة لامتلاك هذه الفراشة؟
فكان الجواب: هذه الفراشة قوية بما يكفي لتحمل على أجنحتها أي وزن يوضع عليها، لذلك اشترى الأمير الفراشة ومع طائره وخنفساءه وفراشته سافر مرارًا وتكرارًا حتّى ضاع في الغابة، كانت أوراق الشجر كثيفة لدرجة أنّه لم يستطع رؤية طريقه لذلك صعد إلى أعلى شجرة رآها ومن قمتها رأى عن بعد ما يشبه الجبل، ولكن عندما سافر بالقرب منها رأى أنّ الجدار هو الذي يحيط بأرض العمالقة.
كان هناك عملاق كبير عند البوابة وصل رأسه إلى الغيوم وقف على الحائط كحارس، ولكنّ أغنية من العصفور الغناء جعلت هذا الحارس ينام على الفور وسرعان ما قضمت الخنفساء مدخلًا عبر الحائط ومن خلال هذا المدخل دخل الأمير أرض العمالقة وكان أول شخص رآه الأمير في أرض العمالقة كان أميرة أسيرة جميلة حيث أدت الفتحة التي أحدثتها الخنفساء في الجدار مباشرة إلى الزنزانة التي كانت محصورة فيها.
لقد تعلم الأمير أشياء كثيرة في رحلته ومن بين الدروس التي تعلمها كان هذا: أنقذ دائمًا عذراء جميلة في محنة، ثمّ سأل على الفور عمّا يمكن أن يفعله لإنقاذ الأميرة الأسيرة الجميلة، أجابت الأميرة: لا يمكنك أن تنجح أبدًا في إنقاذي لأنّ هناك عند باب هذا القصر يوجد حارس عملاق لا ينام أبدًا، أجاب الأمير: لا تهتمي سوف أجعله ينام بطريقتي.
وفي تلك اللحظة دخل العملاق نفسه في الزنزانة ولقد سمع أصواتًا هناك، فقال الأمير لطائره المغني: غني يا عصفوري الصغير غني في الحال، وعلى الفور بدأ يغني وعلى الفور عندما سمع العملاق اللحن ذهب في النوم هناك في الزنزانة على الرغم من أنّه لم يسبق له النوم من قبل طوال حياته، فقال الأمير للأميرة الأسيرة: لقد اخترقت الخنفساء هذه مدخلاً عبر السور العظيم الذي يحيط بأرض العمالقة.
لذلك لن نضطر لتسلق السور العالي من أجل الهروب، فقالت الأميرة: وماذا عن الحارس الذي يقف على قمة الجدار ورأسه يصل إلى الغيوم؟ ألن يرانا؟ أجاب الأمير: عصفوري المغني جعله ينام أيضًا، إذا أسرعنا به فلن يكون مستيقظًا بعد، قالت الأميرة: لقد كنت محتجزًا هنا في هذا الزنزانة لفترة طويلة لدرجة أنني أخشى أنني نسيت طريقة المشي.
أجاب الأمير: لا تهتمي فراشتي ستحملك على جناحيها وهرب الأمير مع الأميرة الجميلة التي حملتها بأمان على أجنحتها، وهرب الأمير بسرعة من أرض العمالقة وتثاءب العملاق على الحائط أثناء نومه وهم ينظرون إليه، قال الأمير: إنّه من الجيد له قيلولة ساعة أخرى، وعاد الأمير إلى مملكة والده بمجرد أن يجد طريق العودة وأخذ معه الأميرة الجميلة والطير المغرد والخنفساء القارضة والفراشة القوية الأجنحة.
استقبله والده وكل شعب المملكة بفرح عظيم وقال الحكماء عندما سمعوا رواية مغامراته: لن يُدعى أمير مملكتنا أبدًا بالغباء مع طائره الذي يغني وخنفساءه القارضة وفراشته القوية الأجنحة، وأصبح الشاب الأكثر ذكاءً في الأرض.