شغل الموت بال البشر واحتاروا في جدليته، ومن بينهم شعراء الجاهلية الذين خافوه وأشعل الرهبة في قلوبهم وعبروا عنه من خلال قصائدهم وفي هذا المقال سنتحدث عنه.
خطاب الموت في الشعر الجاهلي
اهتم الشعراء القدامى بالموت كباقي البشر واتجهوا إلى تأمل حقيقة الحياة وقصرها واعتبروها كنزًا يتناقص مع مرور الأيام ومن أبرز الشعراء نذكر:
1- طرفة بن العبد حيث يقول في ذلك:
أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة
وما تنقص الأيام والدهر ينفد
2- سعدى بنت الشمردل: تناولت في حديثها عن الموت وشبهت الحياة بالملابس المستعارة ولا بد أن تُرد إلى أصحابها يومًا ما وتحدثت عن مصير البشر وأنهم زائلين لاحقين بركب من سبقوهم وتقول:
ولقد علمت بأن كل مؤخر
يوما سيبل الأولين سيتبع
ولقد علمت لو أن علما نافع
3- المثقب العبدي: أقلق الموت نفس الشاعر وخاف أن يباغته في أي لحظة ويُلقى في حفرة حيث أنشد:
ولقد علمت بأن قصرى حفرة
غبراء يحملني إليها شرجع
فبكى بناتي شجوهن وزوجتي
4- زهير بن أبي سلمى: استسلم الأديب لهذه الحقيقة وأيقن أن لا مهرب منه وسيطال كل البشر ولا جدوى من الاختباء منه حيث يقول:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
ولو رام أسباب الراء بسلم
5- الأعشى بن قيس: صمد حقيقة الموت وكان غير مبالي به وليس فيه عار أو نقص حيث يقول:
أبا الموت خشَّتني عُبادٌ إنما
رأيت منايا الناس يسعى دليلُها
6- متمم بن نويرة: صمد الشاعر أمام الموت ولم يجزع منه ورأى أنه قدر محتوم سيمر على الأقوام حيث نظم:
ولقد علمت ولا محالة أنني
للحادثات فهل تريني أجزع
أفنين عادًا ثم آل محرّق
7- الشنفرى: نرى في مقطوعاتِه أنه غير مبالي من الموت حاله كحال الصعاليك المستهدفين في الغارات المتتالية ويردد في ذلك:
إذا ما اتتني ميتي لم أبالِها
ولم تُذر خالاتي الدموع وعمتي
8- عنترة بن شداد: كان الشاعر يفضل الموت على أن يعيش متيمًا مأسورًا بطرفٍ أكحل حيث يقول:
موت الفتى في عزةٍ خير له
من أن يبيت أسير طرفٍ أكحل