الوصف في شعر علي بن الجهم

اقرأ في هذا المقال


إن الوصف هو ذكر الشيء بما يراه الواصف فقد يذكر الوصف الذي يراه في قلبه كذلك الذي يراه بعينه وهنا ينقسم الوصف عند الشعراء إلى الوصف الحقيقي والوصف الحسي .

شعر الوصف عند الشاعر علي بن الجهم

لقد برع الشاعر علي بن الجهم في استخدام الوصف في شعره فكان من أجمل ما قال العرب في شعر الوصف فوصف الطبيعة ووصف المواقف ووصف الطبائع البشرية فصنع من الكلمات صورا يراها القارئ .

وإن من أشهر قصائد الوصف التي اشتهرت على مر العصور قصيدة الشاعر علي بن الجهم والتي عرفت بقصيدة (عيون المها)

فيقول الشاعر فيها مبدعا في الوصف :

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما

تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما

تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ

وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

فقد برع الشاعر في الأبيات السابقة بوصف مشهد طبيعي قد رآه ولامس قلبه ومشاعره فوصفه بدقة بكلمات شعره حتى جعل من يقرأ أبياته وكأنه يجلس معه بذات المنظر الذي يراه الشاعر .

أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ

وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ

صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما

روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ

ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَ نَني

بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ

فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

هكذا يكمل الشاعر وصف المنظر بأبيات جزلة ومنمقة تضع الأدباء بتعجب بمقدار الأبداع الذي صنعه الشاعر وأبدعه .

ومن أجمل ما كتب الشاعر علي بن الجهم بالوصف أيضاً قوله :

قالت حبست فقلت: ليس بضائر… حبسي؛ و أيّ مهنّد لا يغمد

أ و ما رأيت اللّيث يألف غيلةً… كبرا، و أوباش السباع تردّد


شارك المقالة: