اقرأ في هذا المقال
قد حمل العصر العباسي بذور التغيير و التجديد على المستويات كافّة، ما أدَّى إلى تطور الأذواق، فاتجه الناس ينهلون من معطيات الحضارة الجديدة، وكانوا يتفاعلون معها، وكان من أثر ذلك التغير ابتعاد القارئ العربي عن مطالعة المطولات الشعرية، واستعاض عنها بالمقطوعات الصغيرة التي تتلائم مع ذوقه من حيث الشكل و كذلك المضمون، ولهذا السبب أصبح الشعراء يهتمون بالمقطوعات الصغيرة، وأكثر من ذلك أخذ بعض كبار الأدباء و النقاد يجمعون من هذه القصائد ما يحلو لهم ؛ وذلك تلبيةً لرغبات الجمهور العربي، حيث قاموا بترتيبها حسب المعاني الشعرية لتشمل الأغراض المختلفة.
وأقدم ما عرفناه من هذه الاختيارات ما جمعه أبو تمام واشتهر عن المتأخرين وعرف باسم الحماسة تسمية له بأول أبوابه، ويليه أبواب أخرى وهي: المراثي، و الأدب، و النسيب، و الهجاء، و الإضياف، والمديح، والصفات، والملح، و مذمَّة النساء.
ويبدو أنَّ الباب الأول أي باب الحماسة هو أغزر الأبواب وأهمها ، ويجدر بنا أن نذكر بأنَّ أبا تمّام قد قصر اختياراته على شعراء الجاهليّة وصدر الإسلام، وكذلك العصر الأموي .
وقد لحظت بعض المقطوعات لشعراء عباسيين مثل: بشار بن برد، و دعبل الخزاعي، وحمّاد عجرد، وقد تقبَّل أهل الأدب حماسة أبا تمام تقبلاً حسناً، فاهتموا بقراءتها و تدريسها، وكذلك شرحها وتفسيرها.
ومن أهم شروحها:
- شرح أبي محمد القاسم بن محمد الأصبهاني.
- التنبيه في شرح مشكل أبيات الحماسة لأبي الفتح عثمان بن حسنى.
- شرح المزروقي محمد بن أحمد.
- الباهر في شرح ديوان الحماسة لأبي علي الفضل الطبرسي.
- شرح عبدالله بن الحسين العكبري.
- شرح أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب البريزي.