تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب بي جي وودهاوس، وتم العمل على نشرها عام 1910م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب اضطر لترك طموحه وأحلامه والسير في مساعدة والده في الضائقة المالية التي يمر بها، ولكن مع مرور الوقت لم يقوى على الاستمرار وعاد لهوايته في واحدة من الألعاب الرياضية.
الشخصيات
- مايك جاكسون
- بسميث صديق مايك
- السيد سميث والد بسميث
- والد مايك
- السيد جون بيكرزديك
- السيد روسيتر
- السيد والر
- بيسكير سديكي مدير البنك
- جو شقيق مايك
رواية بسميث في المدينة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى حول شاب يدعى مايك جاكسون، كان مايك من الشباب الموهوبين والبارعين في مجال الألعاب الرياضية، ومن أكثر الرياضيات التي يشتهر بها هي لعبة كريكيت، وجد مايك أحلامه في الدراسة واللعب في واحدة من المدن البريطانية والتي تعرف باسم مدينة كامبريدج، ولكن في يوم من الأيام حدثت مشاكل مالية مع والده، وهذا الأمر قد تسبب بالانزعاج لمايك، إذ أصبح يتوجب عليه بدلاً من العمل على طموحاته وأحلامه التوجه للعمل في البنك الآسيوي الجديد؛ وذلك من أجل النهوض بالوضع المالي المتدهور لعائلته.
وأول ما ترك مايك أحلامه خلفه ووصل إلى هناك وجد مايك أن أحد أصدقائه القدامى ويدعى بسميث هو كذلك أحد الموظفين الجدد في البنك، ومن هنا عقدا اتفاق على السعي معًا لتحقيق أقصى استفادة من وظائفهم الجديدة، ومن أجل ذلك قررا أن يقوما بلعب لعبة الكريكيت بين الحين والآخر في وقت فراغهم واستراحتهم.
وفي يوم من الأيام حينما حصل مايك على فترة استراحة توجه من أجل القيام بلعب لعبة الكريكيت، وفي ذلك الوقت انضم لفريق يقوده والد صديقه ويدعى السيد سميث، وفي ذلك الفريق التقى مايك مع شاب يدعى جون بيكرزديك، وقد كانت اللحظة الأولى التي رأى بها مايك جون حينها كان يسير خلف ذراع الرامي، مما تسبب في خروج مايك من اللعبة في الدقيقة الثامنة والتسعين، وهذا الأمر جعل مايك يكره جون.
وبعد مرور فترة قصيرة أخبره والده بأنه وبكل أسف بعد أن فقد مبلغًا كبيرًا من المال، أصبح يتعين عليه القيام ببيع المنزل، كما أشار إلى أن لم يعد بإمكانه أن يقوم بإرسال مايك إلى مدينة كامبريدج كما كان يحلم على الدوام، وهنا سمع مايك أن بسميث يعاني من ذات الوضع، حيث تم إرساله في وقت سابق إلى مدينة لندن من أجل السعي خلف تحقيق أحلامه وطموحاته.
وفي تلك الأثناء كان بسميث يواصل عمله في البنك تحت قيادة سيد يدعى روسيتر، كما أن مايك بدأ يعتاد على عمله، وبعد فترة وجيزة انتقل مايك إلى قسم النقد للعمل تحت إشراف سيد يدعى والر، وفي يوم من الأيام عندما تم سماع بسميث ينادي مايك بالرفيق، كشف السيد والر لمايك أنه تلك الكلمة تذكره بأنه ينتمي إلى واحد من الأحزاب، وقد كان يتحدث عن ذلك الحزب وهو يملأه الحماس، وهنا سار بسميث نحوهم وبدأ بالاستماع إليه وهو يتكلم، وفي ذلك الوقت قام أحد المستمعين بمحاولة رمي حجر على والر.
وهنا على الفور تدخل مايك وبدأت مشاجرة كبيرة والتي سرعان ما انضم إليها بسميث كانت تلك المشاجرة قد أحدثت غوغاء في الوسط، وفي نهاية الشجار فروا جميعهم، وعند حلول المساء عاد كل من مايك وبسميث إلى البنك، بدأ مايك في تناول الشاي وهو يشعر بحالة من اليأس والإحباط لتلك الأوضاع التي يمر بها، بينما بسميث فقد تمكن من الوصول إلى أحد الكتب الخاصة بالسيد والر، وقد كان محتوى الكتاب يدور حول وقائع برلمان تلس هيل، بما في ذلك بعض الكلمات النارية والتي كانت صادرة بشكل خاص من سيد يدعى بيسكير سديكي.
وفي أحد الأيام كان والر قلقًا بشأن إصابة أحد أبناءه بواحد من الأمراض الخطيرة، وفي محاولة منه للتفكير في الحصول على المال بأي طريقة كانت؛ وذلك من أجل إجراء عملية جراحية لابنه، وفي تلك الفترة كان تفكير السيد والر مشتت إلى حد كبير مما جعله يفشل في اكتشاف أحد الشكوك البنكية التي تم تقديمها للبنك وصرف المبلغ المكتوب بالشيك، ومن أجل إنقاذ وظيفة السيد والر، قام مايك بالتدخل وتحمل المسؤولية بالكامل.
وعلى إثر ذلك تم طرد مايك من العمل بواسطة مدير البنك السيد بيسكير سديكي، وفي ذلك اليوم بعد انتهاء ساعات الدوام قام بسميث بتتبع السيد بيسكير سديكي حيث وصل إلى الحمام التركي، وأول ما ظهر أمامه هدده بتسريب خطاباته المناهضة للملكية من أحد الكتب والذي يحمل عنوان كتاب قاعة توليز في حال لم يقوم بإعادة مايك إلى عمله، وهنا اضطر السيد بيسكير سديكي والذي بدا يظهر عليه الغضب بشكل كبير بالموافقة على إبقاء مايك في البنك.
وبعد فترة وجيزة تم انتخاب السيد بيسكير سديكي في البرلمان، مما جعل تهديد الخطابات الموجودة في الكتاب عديمة الفائدة، ولهذا تم نقل مايك إلى قسم جديد حيث الودائع الثابتة، وهو مكان به جهد كبير ومشقة، كما أنه تم استبداله بسميث تحت قيادة السيد روسيتر.
ومع حلول فصل الربيع وأشعة الشمس بدأ مايك في التوق إلى الهواء الطلق ولعبة الكريكيت المحبوبة، وذات يوم تم استدعاؤه من قبل شقيقه ويدعى جو، والذي يلعب لصالح مقاطعتهم في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لوردز، حيث أن قائد الفريق أشار أنه بحاجة إلى مايك للانضمام للفريق واللعب معهم، وافق مايك على ذلك، وطلب من بسميث أن يخبر رئيسه الجديد أنه يجب عليه الخروج والترفيه عن نفسه قليلاً؛ وفي تلك الأثناء أخبر الرئيس السيد بيسكير ديسكي والذي كالعادة كان يتخلله الغضب، وفي ذلك الوقت كان مايك مقتنعًا بأنه فقد وظيفته وأن عمله في البنك انتهى، ولذلك قرر أن يثني على قلبه.
وفي النهاية في صباح أحد الأيام غادر بسميث للعمل مبكراً من أجل أن يأخذ أذن في المغادرة واصطحاب والده معه لمشاهدة المباراة، ولكن شعر بسميث بالصدمة؛ لأن البنك لا يوافق على مغادرة الناس للعب الكريكيت، ولكن بعد جدال مطول تمكن بسميث ووالده من الوصول إلى موعد المباراة، ومن الغريب في الأمر هو أن مايك وصل في اللحظة ذاتها، ولكن على الرغم من ذلك لعب بشكل جيد، وبعد انتهاء المباراة أخبر بسميث مايك عن خططه لدراسة القانون في مدينة كامبريدج، كما أخبره أن والده والذي كان في ذلك الوقت يحتاج إلى وكيل لعقارته، على استعداد لتولي مايك بتلك المهمة، بعد أن دفع له أولاً مقابل الذهاب إلى الجامعة كذلك لدراسة إدارة الأعمال.
وفي تلك الأثناء كان السيد بيسكير ديسكي مسترخيًا في البنك، وسعيد بفكرة تمكنه أخيرًا من إقالة بسميث ومايك، لكنه غضب أكثر عندما أعلن سميث بسعادته جراء تقاعده من العمل معه.
العبرة من الرواية هي أن مهما مر بالإنسان ظروف قاسية دفعت به إلى التنحي عن تحقيق أحلامه وطموحاته، ولكن الإنسان الطموح لا ينسى حلمه مهما مر عليه من وقت، وهذا ما يبعث الأمل في النفس.