تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب أنتوني ترولوب، وتم العمل على نشرها عام 1871م، وقد تناولت في مضمونها الحديث عن شاب كان يعيش حياة البذخ والتبذير، ولكن حينما علم أن والده سوف يوصي إليه بكل ممتلكاته، بدأ يستعيد ثقة والده باستعادة أملاكه التي ضاعت منه.
الشخصيات
- السيد نيوتن بربوري
- رالف ابن نيوتن
- سكوير شقيق نيوتن
- بولي نيفيت صديقة رالف
- أونتاريو موغز زوج بولي
- الطبيب الجراح والد بولي
- ماري بونر زوجة رالف
- توماس أندروود خال ماري
- الرجل الرديكالي
- الرجل الليبرالي
- المحافظ
رواية رالف الوريث
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام من واحدة من المدن البريطانية كان يقيم سيد يدعى نيوتن بريوري، كان السيد نيوتن مشهور في كافة أرجاء المدينة؛ وذلك بسبب المشاريع الاستثمارية التي يقيمها في المدينة والممتلكات التي يمتلكها، وهذا ما جعله من أكبر الأثرياء المنافسين في المنطقة، لم يكن السيد نيوتن متزوجاً، ولكن له ابن غير شرعي ويدعى رالف نيوتن، كما أن السيد نيوتن كان له شقيق مقرب منه ويدعى سكوير، وفي أغلب الأوقات كان السيد نيوتن يوكل الغالبية العظمى من مهامه إلى شقيقه سكوير؛ وذلك لأنه كان يرى أن ابنه رالف هو شخص مبذر ولا يمكنه أن يضع كافة تلك الأموال بين يديه.
أما عن سكوير فقد كان متزوج ولديه ابن، ومعظم الأعمال كان له نسبة فيها كجزاء لتوليه جميع المهام في إدارتها، ولكن مع ذلك أشار له السيد نيوتن ذات يوم أنه ليس بإمكانه أن يورث تلك النسبة لابنه، فهي من حق ابنه غير الشرعي رالف؛ وذلك لأن السيد نيوتن يرى من وجهة نظره أنه هو من قام بتأسيس كافة تلك الممتلكات والثروات وبالتالي تصبح في المستقبل من حق ابنه، كما أن على الرغم من تصرفات رالف الطائشة وحياة البذخ التي كان يعيشها، فقد كان السيد نيوتن يكن له محبة كبيرة، كما أوضح ذات مرة أنه كان يحب والدة رالف جداً على الرغم من أنه كان متردد في الإقدام على الزواج، ولكن بعد قدوم رالف إلى الحياة عرض على والدته الزواج، ولكن ما حدث هو أنها توفيت جراء تعرضها لحادث سير مروع، وبقي رالف تحت مسؤوليته.
وبعد مرور فترة من الوقت أصيب السيد نيوتن بأحد أنواع الأمراض الخطيرة، وقد أشار الأطباء إلى أنه لم يتبقى في حياة السيد نيوتن سوى فترة قصيرة، وبهذا طمح رالف في أن تصبح كامل الورثة من حقه، وفي تلك الأثناء كان السيد نيوتن يحاول استعادة كامل النسبة التي قدمها في يوم من الأيام لشقيقه سكوير، بالفعل لم يخلف السيد سكوير بوعده للسيد نيوتن، فقام بالتوقيع على كامل ملكية الورثة لرالف، وفي ذلك الوقت لم يكن لدى رالف الصلاحية في التصرف في أي منها سوى بعد وفاة والده، ولكن في تلك الفترة كان رالف متغطرس بحياة البذخ والرفاهية والتبذير، وهذا ما جعله يسرف كامل الأموال التي كانت بحوزته وبيع كامل ممتلكاته.
وعلاوة على ذلك كله أغرق نفسه بالديون، وحينما وصل رالف إلى هذا الحال أفاق لنفسه، ورأى أنه أصبح يتوجب عليه استعادة كامل ممتلكاته؛ وذلك من أجل أن يجدد به والده ثقته ويتمكن من الحصول على ورثته الذي قضى كامل سنوات عمره في جمعها، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أمام رالف سوى طريقتين يمكن من خلالها تخليص نفسه، الطريقة الأولى كانت تتمثل في أن يقوم عن طريق جمع الأموال من مصلحته المستقبلية في ملكية والده السيد نيوتن، والطريقة الثانية كانت تتجسد في أن يقوم بالزواج من إحدى صديقاته وتدعى بولي نيفيت، وهي ابنة أحد أطباء التجميل، كان والدها رجل ثري وهو كذلك أحد دائني رالف الرئيسيين.
ولكن من وجهة نظر رالف لا يعتبر أي من الخيارين جيدًا بالنسبة له؛ وذلك لأن الخيار الأول قد يؤدي إلى استيلاء الدائنين على الممتلكات التي يتركها له والده؛ والثاني يعني التحالف مع عائلة من طبقة اجتماعية أقل من مستواه الاجتماعي بكثير، وهذا ما يعرض مكانته الاجتماعية للخطر.
وفي ذلك الوقت كان السيد نيوتن يقوم بإتمام إجراء العديد من الأوراق الرسمية التي تثبت بها حق ابنه في الورثة بأكملها، وتخليصها من السيد سكوير، وفي يوم من الأيام حينما رأى السيد سكوير كمية المبالغ التي يمتلكها شقيقه السيد نيوتن أصبح يتوق إلى الحصول على التركة بالكامل؛ وذلك حتى يتمكن من نقلها إلى ابنه، وهنا بدأ يتقرب من رالف ويتودد إليه، كما أقنعه بعدم الإقدام على الزواج من بولي نيفيت، وبالفعل رفض رالف الزواج منها بعد أن عرضته عليه بولي لمرتين، ووافق على عروض عمه التي كانت لا تنتهي.
إذ يعتقد رالف أن السيد سكوير يريد مصلحته، ولم يكن يعلم ما يكنه له من خطط، وذات يوم قبل أن يتمكن السيد سكوير من الحصول على توقيع رالف على أوراق تثبت أحقية الأملاك للسيد سكوير، توفي على إثر تعرضه للقتل في حادث صيد، وبهذا أصبح رالف هو المالك الوحيد للعقارات التي تدر عليه بدخل كبير.
وبعد أن حصل رالف على الممتلكات أصبح في مأمن من الدائنين، وحينما سمع طبيب التجميل بذلك بدأ يقوم بالعديد من المضايقات لرالف؛ وذلك تحت تهديده بأنه لم يقوم بتسديد الشيكات التي عليه ويقدمها للمحكمة، وأنه سوف يثير حوله مجموعة من الإشاعات المحرجة إذا لم يواصل السعي للحصول على يد ابنته، ولكن بولي لم تقبل بمضايقات والدها تلك، وتم حل المسألة في نهاية المطاف من قبلها بقبولها لطلب شاب يدعى أونتاريو موغز في الزواج منها، وهو من كان نجل صانع أحذية مزدهر في ذلك الوقت، والذي بدوره حث والدها على الموافقة على الزواج على الرغم من تفضيل الطبيب لرالف.
وهنا على الفور انطلق رالف وتقدم بطلب الزواج من فتاة تدعى ماري بونر، وهي من كانت ابنة شقيقة سير يدعى توماس أندروود والذي يعمل كنائب محلي، فقد كانت ماري فتاة جميلة جداً وكل الشباب يطمحون إلى الارتباط بها، ولكنها رفضت طلب رالف في الزواج، ولكن بعد تدخل العديد من الأطراف وافقت على عرض الزواج من رالف ذلك الابن غير الشرعي من وجه نظرها.
وفي النهاية جاء اليوم الذي كان مقرر لإجراء الانتخابات في المدينة التي أصبح يقيم بها رالف بعد زواجه وهي ما تعرف باسم مدينة بيرسيكروس الخيالية، حيث كان في ذلك الوقت السير توماس من المرشحين، بالإضافة إلى المحافظ ومندوب عن الراديكالية وشخص ليبرالي، وقد كان اثنان من المرشحين الأربعة فقط مطلوبين للمقعدين المتاحين، وفي تلك الأثناء كان كل من الراديكالي والسير توماس كلاهما حريصان على إجراء الانتخابات بنزاهة وصدق، بينما المرشحان الآخران وهما الليبرالي والمحافظ وهما من يشغلان مناصب مهمة في ذلك الوقت لا يرون أي خطأ في شراء وبيع الأصوات والتي كانت من الأمور التقليدية في مدينة بيرسيكروس.
وفي النهاية انتهت الانتخابات بفوز السير توماس والرديكالي، ولكن فرحة الفوز لم تستمر طويلاً، إذ تم إلغاؤها بناءً على عريضة صدرت، وحرم البرلمان البلدة من حق التصويت بسبب الفساد المستشري فيها، وتم توكيل رالف ليكون نائب عن تلك المدينة.
العبرة من الرواية هي أنه مهما سار الإنسان بطرق مختلفة سيئة، فإنه لا بد وأن يأتي ذلك اليوم الذي يجد به الطريق السليم.
مؤلفات الكاتب أنتوني ترولوب
- رواية مستشفى هيرامز Hiram’s Hospital
- رواية مصلح بارشيستر The Barchester Reformer Novel
- رواية أسقف بارشيستر The Bishop of Brachester Novel