تُعتبر الرواية من تأليف وكتابة الروائية جورج إليوت، وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، وقد صدر عنها العديد من الروايات والقصص القصيرة، كما تمت تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، ولكن في الكثير من الأحيان كانت تصدر تحت عنوان دراسة للحياة الريفية.
رواية مدل مارش
في البداية كانت تدور وقائع الرواية تتنقل بين الأحداث التي تعيشها الشخصيات والتي كان تقريباً في ذات الوقت، وأول ما تطرق للحديث عن فتاة تدعى دوروا بروك، وقد كانت تلك الفتاة يتيمة الوالدين وتبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، حيث كانت تقيم برفقة شقيقتها التي تدعى سيلينا تحت وصاية عمها الذي يدعى السيد بروك، وبما أنها كانت فتاة متدينة إلى حد كبير، فقد كانت من ضمن هواياتها هو المساهمة والمساعدة في ترميم الأبنية التي يقيم بها الفلاحين المستأجرين، ولكن هوايتها كانت تتلقى الكثير من الانتقادات وعدم التشجيع من قِبل عمها.
وفي ذلك الوقت كان يتودد شاب يدعى جيمس لدوروا، وقد كان ذلك الشاب من الأشخاص القريبين لها في العمر، ولكن لم يكن يصدر أي اهتمام من قِبلها، حيث أنها كانت تكن الإعجاب إلى قس يدعى إدوارد والذي كان ما يقارب في منتصف الأربعينات من العمر، وقد كان ذلك القس قد عرض عليها الزواج ووافقت عليه، بالرغم من شعور شقيقتها بعدم الارتياح له، ومن هنا تشجع شاب يدعى شتام لإبراز اهتمامه وإظهاره إلى سيلينا، والتي كانت تهتم له كذلك.
وفي تلك البلدة كان أكبر أبناء عمدة البلدة هما شاب وفتاة يدعيان فريد ولوموند، وما يُعرف عن فريد أنه شاب فاشل في حياته وكل ما يعرفه هو الاعتداء على الآخرين، وعلى الرغم من المساوئ التي يتصف بها إلى أن والده سمح له في أحد الأيام بالذهاب إلى الشاطئ؛ وذلك لكونه الوريث الوحيد المفترض لعمه الذي يدعى فيدرسون، حيث أنه لم يكن لديه أولاد، ولكن على الرغم من أنه كان رجل ثري جداً، إلا أنه ما يعرف عنه أنه إنساناً بغيضًا، وفي تلك المرحلة من العمر كان فيدرسون يرعى ابنة شقيقته والتي تدعى ماري، وباستمرار يأخذها معه كمرافقة في الحفلات، وعلى الرغم من أنها كانت مجرد فتاة عادية، إلا أن فريد يحبها وطلب الزواج منها.
وبينما كانت دوروا وزوجها القس يقضيان شهر العسل في مدينة روما، حصل أول خلاف بينها وبينه وذلك بعد أن أدركت أنه لا يرغب في مشاركته لها في أنشطتها الفكرية، كما أنه لم يكن لديه أي اهتمام على الاطلاق بالسعي من أجل نشر الكتاب الذي يحتوي على ملاحظاتها، بالإضافة إلى احتوائه على أفكار عديدة خاصة بها، والذي كان السبب الرئيسي في قبولها للزواج منه، وفي وقت لاحق التقت بابن عم إدوارد والذي بدوره قدم لها كامل الدعم المادي والمعنوي من أجل نشر كتاب الملاحظات، ومنذ تلك اللحظة بدأ بالانجذاب إليها، بالرغم من أن دوروا كانت متغافلة عن ذلك الاهتمام، ولكن بعد العديد من اللقاءات بينهم يصبحا مقربين من بعضهما البعض.
ومع مرور الوقت أصبح فريد من الأشخاص الغارقين في ديونهم، كما وجد نفسه غير قادر على تسديد تلك الديون، وبعد أن طلب من السيد غارث وهو والد ماري أن يوقّع معه على وصلات لتسديد لديون، أخبرهم أنه مضطر إلى التخلي عن العقد الذي بينهم؛ وبسبب ذلك التصرف فقدت والدة ماري كافة مدخراتها التي تمثلت بدخل لمدة أربع سنوات؛ وقد كانت قد احتاطت عليه من أجل تغطية مصاريف تعليم ابنها الأصغر إضافة إلى كل مدخرات ماري.
وفي تلك الأثناء تعرض فريد إلى وعكة صحية كان على إثرها قد دهورت حالته الصحية، وبينما كان يتلقى علاجه على يد أحد الأطباء الجدد في البلدة، كان لدى هذا الطبيب والذي يدعى ليدغي مجموعة من الأفكار الجديدة، والتي كان من أهمها حول الدواء والأدوات الصحية والتطهير، حيث كان يعتقد أنه ينبغي أن يستعمل الأطباء وصفة دواء منفصلة، ولكن في ذات الوقت لا يقدمون الدواء للمريض بأنفسهم؛ وذلك من أجل تجنب غضب وانتقاد العديد من الناس في البلدة، وفي غضون ذلك تحالف الطبيب مع نيكولاس، والذي كان ذلك الرجل الثري ومالك الأرض والملتزم بالذهاب إلى الكنيسة باستمرار إضافة إلى كونه متعهدًا.
وقد كان الدافع خلف تحالفهم هو أن نيكولاس أراد بناء مشفى وعيادة تتم حسب النظام الذي تحدث عنه ليدغي، وفي غضون ذلك تعرف ليدغي على لوموند وقد كانت من إحدى الفتيات الجميلات جداً، كما أن بالإضافة إلى كونها سطحية وممتعة هي فتاة مثقفة، وبسبب التكافؤ الذي كان بينهم قرر ليدغي الزواج منها، وهي وافقت على ذلك كونها رأته أنه ينحدر من عائلة ثرية، وهنا تستغل مرض شقيقها من أجل التقرب منه، ولكن في ذات الوقت كان ليدغي يرى أن تلك العلاقة من وجهة نظرة ما هي إلا مجرد إعجاب وغير حقيقية، ولهذا حاول الانسحاب منها، ولكنه اكتشف أن أهل البلدة بأكملهم يعتبراهما مرتبطين عملياً، وبعد رؤيته لها للمرة الأخيرة تراجع عن قراره في التخلي عنها وتتم خطبتهما فعليًا.
وفي ذات الوقت تقريبًا عاد إدوارد من مدينة روما، وقد كان يعاني من نوبة قلبية، وهنا استدعى ليدغي من أجل تقديم الاهتمام والرعاية له، والذي بدوره أخبر دوروا أن طبيعة مرضه وعلاجه هو أمر صعب للغاية، كما أحاطها علماً بأنه من الممكن أن يعيش لمدة ما يقارب على الخمسة عشر عاماً في حال توقف عن دراسته وأخذ قسطًا من الراحة والنقاهة، كما أنه من المحتمل أن يتطور مرضه ويتسبب في وفاته بشكل مفاجئ.
وفي تلك الأثناء بينما كان فريد يتماثل للشفاء مرض السيد فيدرسون، وقبل وفاته صرح لماري بأنه قد كتب وصيتين، وطلب مساعدتها في إتلاف إحداهن، ولكنها لم ترغب في فعل ذلك ورفضت الأمر، وبعد فترة قصيرة جداً توفي فيدرسون وبقيت الوصيتان سليمتين، حيث كان فيدرسون قد خطط لإعطاء ما يقارب على العشرة آلاف جنيه إسترليني لابنه فريد فينشي، ولكن عوضاً من ذلك ذهبت ثروته بأكملها لابنه الغير شرعي وهو ما يدعى جوشوا ريغ.
وبينما كانت حالة إدوارد تزداد سوءً حاول أن يأخذ وعداً من دوروا وهو أنها بعد وفاته تتجنب أن تفعل كل ما كان لا يرغب به، وأن تفعل كل ما كان يرغب في القيام به، ولكنه مات قبل أن يحصل منها على وعد وتجيبه على كلامه، وفي وقت لاحق وصل إلى مسمع دوروا عن شرط موجود في الوصية، وقد كان ذلك الشرط هو أنه في حال تزوجت من شخص يدعى لأديسون لا يمكنها الحصول على من الميراث.
وهنا أدرك الجميع أن تصرف إدوارد الغريب سوف يؤدي إلى الشك من قبل الجميع بأن دوروا ولأديسون هما عاشقان من قبل، وأنه بذلك سوف يخلق نوع من الارتباك بين الطرفين، وقد كان لأديسون بالفعل يحب دوروا ولكن كان يحتفظ بالأمر لنفسه، كما أنه ليس لديه القدرة على إدخالها في فضيحة أو حرمانها من الميراث، وخلال ذلك الوقت تكون هي الأخرى مدركة أنها تحبه كذلك، ولكنها اضطرت إلى أن تكبت تلك الأحاسيس التي تشعر بها، وتبقى في البلدة تعمل كمحررة في إحدى الجرائد التابعة إلى السيد بروك، والذي بدوره يعمل على حملته لترشيح نفسه في منصب البرلمان على منصة الإصلاح.
وفي النهاية تتسبب المحاولات التي تقوم بها ليدغي في إسعاد لوموند، حيث أنه كان عليه دينًا كبيرًا واضطر إلى طلب المساعدة من نيكولاس، والذي بدأ بدعمه بشكل جزئي في ديونه؛ وذلك لأنه كان من أحد الأصدقاء المقربين من شخص يدعى كامدنا وهو شخص يتميز بالذكاء الشديد، وفي تلك الأثناء انصدم فريد بكونه مسؤولاً عن كل الانتكاسات المالية التي تعرض لها والد ماري مما اضطر إلى تغيير مسار حياته، ومن هنا بدأ بالتدريب في العمل بالأرض تحت إشراف كامدنا وهو شخص عطوف ومتعاون، وفي وقت لاحق طلب من كامدنا أن يوصل قضيته هذه إلى ماري، والذي كان هو الآخر مغرماً بها، وأخيراً ضحى كامنا بحبه لها ويوصِل قضية فريد لها، حيث أدرك أنها مغرمة بفريد وتنتظره ليستقر أمره ويجد مكاناً في هذا العالم ليعيشا به.