هو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح المُزنّي ،وقد نسب أَنّه غطفاني إلّا انَّهُ مزنيُّ النسب غطفاني النشأة والمرْبى،وبالأخص في كنف خاله بَشامة بن الغدير وقد عاشَ زهير في بيئة الحروب التي نشبت بين عبس وذيبان (حروب داحس والغبراء)والشعر ورثه عن أبوه وكان ممَّن ورث الشِّعر أخواتهُ سلمى والخنساء وهما شاعرتان ولا ننسى بأنَّ (الحطيئة) أحد تلامذتهُ وخريج من مدرسة ابنِ أبي سلمى .وشعر زهير ينظم في المديح،والغزل،والوصف والصيد والهجـــاء ومع أنَّه شاعر إلَّا أنَّه لا يشغل نفسه بالغزل ولوعته ولا ننسى معلقته التي نظمت في ظروف الحروب الطاحنة حيث استهل معلقته بالغزل ووصف الديار من ثمَّ تحوَّل إلى مدح هرم بن سنان والهمام بن الحارث وتحتل معلَّقته مركز الصدارة ولها شروح عديدة منها شرح النّحاس والزوزني،ومن أَدقِّها شرح التبريزي “شرح المعلقات العشر المذهبات”للإمام أَبي زكريا يحيى بن علي الشيباني.
شعر زهير بن أَبي سُلمى
يصوِّر ابن أبي سلمى دموع الحب وهي لأسماء إلّا أنّها ليست دموع حبٍّ كما ذكرنا إلّا أنَّه شاعر يعرف لا بل يتقن كيف يصوِّر دموع الحبِّ بقولهِ:
قامت تَراءَى بذي ضالٍ لتحزُنني ولا محالَةَ أَنْ يشتاقَ مَن عَشِقَــا كأَنَّ ريقَتها بعدَ الكرى اغتبقت من طيِّب الرَّاحِ لمَّا يَعدُ ما عُتُقا شَجَّ السُّقاةُ على ناجودها شَبِما من ماءِ لينَةَ لا طرقاً ولا رَنِقا
وقال إبن أبي سلمى ينسب بمحبوبته (أسماء) في قصيدته “صرمت جديد حبالها”:
صَرَمَت جديدَ حِبَالها أَسماءُ وَلَقَد يكونُ تواصلٌ وَإِخاءُ فَتَبدَّلت مِن بَعدنا أَو بُدّلَت وَوَشى وُشاةٌ بَيننا أَعداءُ فَصَحوتُ عَنهَا بَعدَ حُبِّ داخلٍ والحُبُّ ،تُشرِبُهُ فُؤادَكَ،دَاءُ وَلِكُلِّ عَهدٍ مُخلَفٍ وَأَمانةٍ في النَّاسِ،مِن قِبَلِ الإله،رِعاءُ خُودٌ منعَّمةٌأنيقٌ عَيشُهـــا فيها لِعينِك مَكلأٌ وَبَهـاءُ وكأَنَّها يومَ الرَّحيل وَقَد بَدَا مِنهَا البَنانُ يَزينُهُ الحِنَّاءُ بَرديّةٌ في الغيلِ يَغدُو أَصلَها ظِلٌّ إذا تَلَعَ النهارُ وَمَاءُ