كان أهل المشرق القدامى يجتمعون على هيئة جماعات يدور بينهم الكثير من النزاعات وتتهافت كل قبيلة منهم إلى تمجيد أفعالهم ومن هنا برز لديهم فن القول ومن هنا نوضح ونذكر صوره.
أهم أشكال النثر الجاهلي
1- الخطابة: تُعد من أبرز الأشكال النثرية وتقوم على إلقاء الكلام مُرسلاً أو مسجوعًا بأسلوب له أثر كبير في نفوس المستمعين وبطريقة معينة لإقناعهم بأفكار محددة، ومثال عليها خطبة هانئ بن قبيصة في معركة ذي قار قائلاً:
” يا معشر بكر، هالك معذور خير من ناج فرور، إنّ الحذر لا يُنجي من القدر، وإنّ الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الطعن في ثغر النجوم أكرم منه في الأعجاز والظهور يا آل بكر، قاتلوا فما للمنايا من بد.”
2- الأمثال: ويقصد بها الحديث الدارج على الألسنة الذي امتاز بقصره وإجازة ويُستمد من حكاية أو واقعة حدثت في ذاك الوقت ومن أبرز الأمثال في ذلك الوقت:
1- لولا اللئام لهلك الأنام.
2- المنايا على البلايا.
3- إذا لم تغلِبْ فاخلب.
4- إذا جاء الحين، حار العين.
5- انقطع السلى في البطن.
3- الحكم: هي الكلام المختصر والمشهور الذي تفرد بجودة التعبير ويتضمن بين ثناياه تجربة إنسانية ومنها:
1- رُبَّ ملومس لا ذنبَ له.
2- رجع بخثفّي حثنين.
3- وافق شنُ طبقة.
4- على أهلها جنت براقش.
5- جزاؤهُ جزاء سنمّار.
4- الوصايا: هو الحديث الذي يُلقي بهدف النصح والإرشاد يصدره المعمرين الذين اكتسبوها من تجاربهم في الحياة يلقونها على مسامع من هم أصغر منهم، ومنها ما قاله عامر بن الظرب لقومه ويقول فيها:
” يا معشر عدوان: لا تشتموا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكلّ عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن يَرَ يومًا يُرَ به، وأعدو الكل أمر جوابه، إن مع السفاهة الندم، والعقوبة نكال وفيها ذمامة.”
خصائص النثر الجاهلي
1- تتميز الأشكال النثرية الجاهلية بقربها من الواقع.
2- قوية لها وقع في نفس المستمع نتيجة الإجادة فيها والبعد عن الضعف.
3- تتميز الأنواع النثرية في ذاك الوقت بالوضوح.
4- تميزت بقوة المفردات وخشونتها.