قصة أبو الهذيل وصديقه لويس

اقرأ في هذا المقال


البخل هو من الخصال والصفات المكروهة، فهي تمنع الإنسان من البذل والعطاء، البخيل يختزن ويجمع المال ولا ينفق منه شيء رغم حاجته إلى تلك الأموال، وإنما تسول له نفسه بأنه لا يستحق أن تصرف تلك الأموال لأي سبب كان، فالشحّ هو أن يبخل الإنسان على نفسه وعلى غيره أيضاً.

قصة أبو الهذيل وصديقه لويس

في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى أبا الهذيل، عرف هذا الرجل بشحّه وبخله بين الناس، وكان له أصدقاء يُعرفون بالكرم والجود، ومن أحد أصدقاء هذا الرجل البخيل صديقاً واسع الكرم يدعى لويس كان يكرم أصدقاءه ويغمرهم بفضله في الكثير من المناسبات، فكان يطعمهم الدجاج الشهي واللحم الوافر، كان لويس محبوباً عند أصدقائه فكان كريماً جداً وصاحب أخلاق نبيلة، فكانوا هؤلاء الأصدقاء أصدقاء في الحزن قبل الفرح، أحباب في السراء والضراء.

فكل فترة من الزمن كانوا أصحاب أبي الهذيل يتعازمون فيما بينهم، فكل يوم عند واحد منهم، وللأسف الشديد كان أبو الهذيل المعزوم دائماً وليس العازم، فكان المدعوّ وليس الداعي، انزعج أصدقاء أبي الهذيل منه ومن بخله وشحه، وبدأوا يعايرونه، لم يستحمل أبا الهذيل تلك المضايقات فرغم بخله إلا أنه رفض أن يُعاب! وفي أحد الأيام قرر أبو الهذيل أن يأتي بدجاجة ويهديها للويس لينفي ما قالوه عنه أصدقاءه، فكانت الدجاجة نحيلة جداً ولا تمتلك من اللحم إلا القليل.

أهدى أبو الهذيل تلك الدجاجة إلى لويس، فشكر لويس صديقه رغم نحالة الدجاجة، فكما ذكرنا لكم أن لويس كان صاحب أخلاق نبيلة، وبينما كان أبو الهذيل جالس مع أصدقائه، قال أبو الهذيل للويس: كيف كانت دجاجتي يا لويس؟ خجل لويس من أن يجيبه بكل صراحة ويحرجه أمام أصدقائه فقال له: كانت عجب من العجاب، وبعد أن ظن أبو الهذيل بأن لويس قد أعجب بدجاجته قال أبو الهذيل: أتعلم كم عمرها وما جنسها؟ فالدجاجة لا تطيب إلا بجنسها وبعمرها.

ظل أبو الهذيل يمدح بدجاجته المشؤومة، ولويس يضحك ضحكة خفيفة يفهمها أصدقاؤه ولا يفهمها أبو الهذيل، أصبح في كل مجلس يذكر تلك الدجاجة التي أهداها لصديقه لويس، فكلما ذُكر أمامه بطة أو وزة أو بقرة أو أي شيء يقوم بذكر تلك الدجاجة ويعاير لويس بها، فأصبحت تلك الدجاجة شعاراً يضرب به المثل فيما بينهم.

ومن هنا نقول أن البخل جامع المساوئ والعيوب وقاطع المودة من القلوب، فكان أبو الهذيل شديد البخل والشح، فرغم كرم لويس لأبي الهذيل، إلا أن أبا الهذيل قابل ذلك الكرم بالبخل الشديد ومعايرته على تلك الدجاجة النحيلة أمام أصدقائه فأصبحت تلك الدجاجة عبرة ومثل يحكى عنه.


شارك المقالة: