قصة الصديق وقت الضيق

اقرأ في هذا المقال


هنالك قول مأثور عن الأصدقاء وهو: الصديق وقت الضيق، وهذا يعني أن الأصدقاء الحقيقيون يتواجدون بأوقات الحاجة، هذا ما لقّنه وسيم لأصدقائه اللذين تخلّوا عنه وقت حاجته، لأنّهم كانوا خائفين على أنفسهم ولم يكترثوا لصديقهم، ولكن وسيم كان شجاعاً فاستطاع أن يواجه هذا التحدّي بنفسه، ولكنّه قرّر أن يترك أصدقائه بعدما اكتشف أنهم أصدقاء مزيفون.

قصة الصديق وقت الضيق

كان هنالك شاب اسمه وسيم، ذهب وسيم مع أصدقائه في مرّة من المرّات في نزهة داخل الغابة مع أصدقائه، وكانت تلك الغابة مليئة بأنواع مختلفة من الحيوانات المفترسة، وبينما هم كذلك إذ ظهر لهم فجأةً دب كبير الحجم، شعر الجميع بالخوف والذعر من هذا الدب، قال وسيم لأصدقائه: لا تخافوا نحن نستطيع أن نهزمه معاً.

لكن أصدقاء وسيم لم يمتلكوا الجرأة لموجهته؛ لذلك قرّروا الاختباء فوق أغصان الأشجار، وبقي وسيم لوحده وكان يشعر بالحيرة ماذا سيفعل لوحده مع هذا الدب الكبير، لكن وسيم كان شاب شجاع وذكي أيضاً؛ فقرّر أن يتمالك نفسه ويتظاهر بأنّه ميت على الأرض.

عندما اقترب الدب من وسيم استلقى فوراً على الأرض، وحاول كتم أنفاسه حتى يعتقد الدب بأنّه ميّت، اقترب الدب من وسيم وصار يشتمّ به من الأعلى إلى الأسفل، وظلّ وسيم يكتم أنفاسه ويحاول أن يتمالك نفسه لمواجهة هذا الدب المفترس.

ظلّ الدب كذلك حتّى شعر بالملل وظنّ أن وسيم ميتاً؛ فتركه وذهب ونهض وسيم بعد ذهاب الدب، وحمد الله إذ نجّاه من افتراس هذ الدب، وكان يشعر بالفخر بنفسه لأنّه استطاع بشجاعته وذكائه تخطّي هذا الاختبار الصعب.

كان أصدقاء وسيم يراقبونه من أعلى الشجرة التي اختبأوا فوق أغصانها، وعندما شاهدوا الدب وهو يغادر أسرعوا لوسيم وقالوا له: حمداً لله على سلامتك يا وسيم، ولكن رأينا بأن الدب وكأنّه يهمس في أذنك، أخبرنا ماذا قال لك؟ نظر وسيم لأصدقائه نظرة غضب وقال لهم: لقد كان هذا الدب يخبرني بأن الصديق وقت الضيق، وأنتم تركتموني لوحدي عندما حضر هذا الضيق. شعر أصدقاء وسيم بالخجل من أنفسهم، وندموا على تصرّفهم؛ لأنّهم تخلّوا عن صديقهم وقت حاجته.


شارك المقالة: