قصة الطفل والسيارة

اقرأ في هذا المقال


تعطينا الحياة دروساً قاسية في أغلب الأحيان، وتأتي هذه الدوس على هيئة أشخاص أو مواقف، سنحكي في قصة اليوم عن رجل يعمل كمدير لإحدى الشركات، ويمتلك سيارة فارهة، وكان يقودها دائماً بسرعة كبيرة، استطاع طفل صغير برمية حجر أن يلقّن هذا الرجل درساً لن ينساه.

قصة الطفل والسيارة

في أحد الشوارع والممرّات الضيقة يقف طفل صغير وكان يبحث عن أي سيارة لتقف له، وبينما هو كذلك إذ جاءت سيارة كان يقودها صاحبها الذي يعمل مديراً لشركة، وفجأةً عندما رأى المدير هذا الطفل وكان الممرّ ضيّقاً قرّر أن يتوقّف، ولكنّه عندما توقّف سمع صوت حجر يرتطم بسيّارته.

نزل المدير ليرى ماذا حدث لسيّارته، وغضب من الحجر، نظر للطفل وصرخ به: لماذا فعلت ذلك أيّها الطفل المزعج؟ نظر له الطفل وقال له: أنا آسف يا سيدي، ولكنّني كنت أريد أي سيارة تقف لأجلي ولم أجد سبيلاً لذلك سوى رمي الحجر.

أكمل الطفل كلامه وقال للرجل: لقد وقع أخي الذي كان يجلس على هذا الكرسي المتحرّك، ولم أجد أي أحد ليساعدني بهذا الأمر، لذلك اضطرّرت أن أجعلك تقف، هل تستطيع مساعدتي بإعادة أخي إلى الكرسي نظر الرجل صاحب السيارة للطفل وتأثّر بكلامه وكادت الدموع أن تنهمر من عينيه، وساعد الطفل وأخيه الصغير.

عندما ركب الرجل سيّارته وودّع الطفل، سمعه وهو يقول له: شكراً لك يا سيدي، في حفظ الله رعايته، سار الرجل بسيّارته ببطء، ولم يعد يقود السيارة بسرعة كما كان يفعل، وهندما وصل باب منزل نزل من السيارة وكان يفكّر بكلام الطفل، وبمنظر أخيه الصغير الذي كان يقع على الأرض ولا يستطيع المشي على قدميه.

وعندما نظر لسيّارته، وجد أثر الضربة بالحجر وهي متواجدة على الباب الأمامي، ولكن الرجل رفض أن يصلحها وفضّل أن يبقى هذا الأثر وقال في نفسه: لا بدّ أن تظلّ هذه العلامة حتى تذكّرني دائماً بأن لا أسرع، وأن أتمهّل في قيادتي، لعلّي أقابل طفلاً محتاجاً كهذا الطفل.

شعر الرجل وكأنّ هذا الطفل لقّنه درساً في الحياة عن أهمية عدم التسرّع في القيادة والعدم التسرّع في الحكم على الآخرين أيضاً.


شارك المقالة: