قصة المرأة والدجاجة

اقرأ في هذا المقال


الجهل من أكثر ما يضرّ المرء ويودي به إلى الهلاك، سنحكي في قصة اليوم عن سيدة سمينة تحب الأكل، كانت تظنّ أنّها لو أطعمت الدجاج كثيراً من القمح؛ فسينتج لها بيضاً أكثر، وكانت هي تحب أكل البيض، ولكنّها بسبب تصرّفها وجهلها خسرت دجاجتها للأبد.

قصة المرأة والدجاجة

في إحدى القرى الصغيرة تعيش امرأة سمينة تحب الأكل كثيراَ، وتسكن في مزرعة جميلة ويوجد بها أكثر نوع من أنواع الحيوانات، ومن أكثرها الدجاج الذي يبيض البيض كل يوم، وعندما يضع الدجاج البيض تأتي المرأة وتأكل البيض كلّه بسعادة وتقول للدجاج: يا دجاجاتي الجميلة لولاكم كيف سأعيش؟

كانت هذه المرأة تحب أكل البيض هو طعامها المفضل؛ لذلك كانت تدلّل دجاجها كثيراً وتحبّه كثيراً، وهي تعتقد أنّها عندما تطعم دجاجها أكثر سيبيض لها بيضاً أكثر، لذلك كانت تقدّم للدجاج طعامه المفضّل بكثرة، وهي تقول لهم: كلو جيّداً حتى تعطوني بيضاً كثيراً ولذيذاً، وفي أغلب الأحيان كانت المرأة تأخذ البيض وتدخل إلى مطبخها لتصنع منه العجّة.

وفي يوم من الأيّام استيقظت المرأة السمينة وذهبت إلى حديقتها لتحضر بيض الدجاج، وكالعادة وجدت الدجاج يضع البيض؛ فأخذته وكانت فرحة به كثيراً وقالت للدجاجة: شكراً يا دجاجتي العزيزة على البيض، على الرغم من أنّه لم تضع سوى بيضة واحدة، ثم وضعت لها الطعام كي تتغذّى عليه وتركتها ومضت.

دخلت المرأة السمينة مطبخها لتطهو الطعام اللذيذ المفضّل لديها، ولكن الطعام لم يكن سوى بيضة واحدة، وكانت هي تريد أن تسلق البيض في هذه المرّة، فجلست وقالت في نفسها: بيضة واحدة لن تكفيني فأنا جائعة جدّاً، سوف أخرج وأنتظر الدجاجة حتّى تضع بيضة أخرى.

جلست المرأة السمينة بجانب النافذة تنتظر دجاجتها حتّى تضع المزيد من البيض، وبينما هي كذلك إذ بدأت تفكّر لو أنّ لديها المزيد من البيض فسوف تطهو طعاماً أكثر، وستكون هي سعيدة أكثر بذلك، وصارت تفكّر بالطريقة التي ستجلب لها بيضاً أكثر، وبعد وقت من التفكير قرّرت أنّها لو أعطت الدجاجة طعاماً أكثر فحتماً سينتج لها بيضاً أكثر، وقالت في نفسها: عندما أطعم دجاجتي حفنة واحدة من القمح فتعطيني بيضة واحدة، إذاً لماذا لا أضاعف الكميّة حتّى تنتج لي بيضاً أكثر.

ظنّت المرأة السمينة أنّها كلّما أطعمت دجاجتها أكثر؛ فبذلك هي ستنتج لها البيض وقرّرت أن تضاعف كمية القمح الذي تقدّمه للدجاج، وبذلك كلّما تتحرّك ستضع المزيد من البيض، وبالفعل في صباح اليوم التالي ذهبت المرأة السمينة وكانت تحمل بيديها كميّات كبيرة من القمح وأعطتها للدجاجة، ونظرت لها وقالت: هيا يا دجاجتي كلي القمح كلّه، ولا تنسِ أنا سوف أكون بانتظارك الغد حتّى تضعين لي المزيد من البيض.

وفي صبيحة اليوم الذي يليه ذهبت المرأة السمينة وفي ظنّها أنّها ستجد أكثر من بيضة، ولكنّها تفاجأت بأنّ الدجاجة لم تضع سوى بيضة واحدة، شعرت بالغضب الشديد وعندما التفتت وجدت بأنّ الدجاجة لم تأكل القمح كلّه، بل أكلت القليل منه فقط كما في كلّ مرّة، فاقتربت من الدجاجة وصاحت بها وقالت: ألم أطلب منك أن تأكلي القمح كلّه لتضعي لي البيض الكثير، سأمهلكِ يوماً آخر، وأريد منكِ أن تأكلي كلّ القمح وتضعين لي البيض الكثير.

ذهبت المرأة السمينة وكانت تنتظر من الدجاجة أن تأكل القمح كلّه، وفي اليوم التالي ذهبت لترى إن كانت الدجاجة قد أكلت القمح كلّه كما أخبرتها المرأة السمينة؛ فوجدتها قد أكلته كلّه، ولكنّها لن تضع إلّا بيضة واحدة، ولكن هذه المرأة التي تجهل الأمر ظنّت أن الطعام الكثير سيجعل الدجاجة أن تبيض أكثر من بيضة واحدة.

ظلّت المرأة السمينة تضع الطعام الكثير للدجاجة على أمل أن تبيض أكثر من بيضة، ولكنّها تفاجأت مع مرور الوقت أنّ دجاجتها قد زاد وزنها، وأن الدجاجة التي تطعمها القمح الكثير صارت تضع بيضة بحجم أقلّ من البيض الآخر، وبعد مدّة من الوقت ازداد حجم الدجاجة أكثر وصارت غير قادرة على الحركة، لم تيأس المرأة السمينة من فكرتها وظلّت تطعم الدجاجة.

وفي يوم من الأيّام استيقظت المرأة السمينة وذهبت لدجاجتها ووجدت أنّها لم تضع أي بيض ولا حتّى بيضة واحدة، ولكنّها عندما دخلت القن لتوبّخ دجاجتها وجدتها قد ماتت، لقد خسرت المرأة السمينة دجاجتها بسبب إطعامها القمح الكثير، ولم تكن تعلم بأنّها تسبّب لها الأذى والضرر بذلك.


شارك المقالة: