يتمتّع الكثير من الأشخاص بالذكاء العالي، ولكن الذكاء لوحده لا يكفي في أغلب الحالات؛ فأحياناً يلعب الحظ دوره، هذا ما حدث مع أمير بطل الشطرنج الذي خاض منافسة الشطرنج، واستطاع بذكائه العالي أن يجتاز المرحلة الأولى والثانية، ولكن في المرحلة النهائية حدث ما لم يتوقّعه ولم يكن الحظ حليفه.
قصة بطل الشطرنج
في إحدى القرى تم الإعلان عن مسابقة للشطرنج، وعندما سمع أمير وأطفال القرية بتلك المسابقة أسرعوا للاشتراك بها، فقد كان أمير من الأطفال الأذكياء الذين يحبّون لعبة الشطرنج كثيراً، ومن أكثر ما شجّع الأطفال على الاشتراك بالمسابقة أيضاً هو الإعلان الذي أخبر بأنّ قيمة الجائزة سوف تكون خمسة آلاف درهم.
ذهب أمير مع أصدقائه كي يقوم بالتسجيل والاشتراك بتلك اللعبة، قال له صديقه عمر: أنت يا أمير ولد ماهر في تلك اللعبة، ولكن عليك أن تعلم أن تلك المنافسات لا تعتمد على الذكاء بل هي تعتمد على الحظ فقط، قال له أمير: كلّا يا صديقي فتلك اللعبة يجب أن يتمتّع صاحبها بالذكاء العالي، أنا أراهنك بأنّني سأفوز بتلك المنافسة، قال له عمر: أنا أتمنّى أن يحالفك الحظ يا صديقي.
حان موعد الاشتراك بالمرحلة الأولى من المسابقة فذهب أمير برفقة صديقه عمر إلى المكان الذي سيعقد به المنافسات، وكان هنالك عدد جيد من الأولاد المتقدمّين للمسابقة، وكانت عبارة عن اختيار أسماء عشوائية للأولاد؛ حيث يدخل اثنين بالمنافسة وكانت هي المرحلة الأولى، ظلّ أمير وصديقه ينتظران إلى أن حان دور أمير، وعندما سمع اسمه دخل أمير متحمسّاً للمسابقة وانتظره صديقه عمر، مضى وقت قليل وخرج أمير وكان سعيداً لأنّه استطاع اجتياز تلك المرحلة بنجاح.
كانت عائلة أمير وأصدقائه فرحين لأجله، وكان أمير يتأمّل الفوز بالمراحل الثلاث لتلك المسابقة، وعندما حان موعد خوض المرحلة الثانية من المسابقة ذهب أمير برفقة عمر، ولكنّه كان يشعر بالقليل من الارتباك؛ حيث ستكون المنافسة في تلك المرّة أكثر شراسة، ولكن عائلة أمير وصديقه عمر قاموا بطمأنته بأنّه سيستطيع اجتيازها بإذن الله.
عندما سمع أمير اسمه للمنافسة دخل وكان يشعر بالتفاؤل بأنّه سينال الفوز، مضت عدّة ساعات وكان عمر يشعر بالقليل من القلق بشأن صديقه، ولكنّه تفاجأ بأن صديقه أمير عندما خرج كان مبتسماً، وأخبر صديقه بأنّه استطاع اجتياز تلك المرحلة أيضاً، ولم يتبق أمامه سوى المنافسة النهائية، عاد أمير وعمر إلى المنزل وكان متحمّساً لإخبار عائلته بنتيجة المنافسة.
بينما كان عمر وأمير يسيران في الطريق فجأةً صرخ أمير، قال له عمر: ماذا بك يا صديقي؟ قال له أمير: لقد مرّت نحلة صغيرة من جانبي وأنا أخاف من النحل كثيراً، تفاجأ عمر بكلام صديقه أمير؛ فقد كانت المرّة الأولى التي يعرف بها عمر أن صديقه أمير يخاف من النحل لتلك الدرجة الكبيرة.
وعندما أخبر أمير عائلته بتلك النتيجة فرحوا لأجله كثيراً، وطلب منه والده أن يستمرّ بالتدريب على لعبة الشطرنج بشكل مكثّف حتّى يحين موعد المنافسة النهائية، كان أمير يتمرّن كل يوم لعبة الشطرنج، ويجلس لساعات مطوّلة، وكان يتأمّل بأن ينال جائزة الخمسة آلاف درهم، وفي مرّة من المرّات كان أمير يقول في نفسه: لو استطعت اجتياز المرحلة النهائية فسوف أحصل على مبلغ كبير، وسوف أقوم بشراء كل الألعاب التي أريد شراؤها، وسأشتري ثياباً جديدة أيضاً.
وعندما حلّ المساء شعر بأنّه متعب بسبب التدريبات المطوّلة، وذهب لينام باكراً كي يكون على استعداد تام للمسابقة النهائية في اليوم التالي، استيقظ أمير في اليوم التالي وكان صديقه عمر ينتظره بالخارج، ذهب أمير للمسابقة وكان يستذكر ما كان يقوله لنفسه بالأمس، عندما وصل أمير وصديقه عمر فاجأ بأنّ المسابقة النهائية سيتم عقدها أمام الجماهير في الخارج، حتى يتم الإعلان عن اسم الفائز أمام الجميع.
وعندما سمع أمير اسمه كان متحمّساً للفوز، بدأ أمير المنافسة وكانت الأمور تجري على ما يرام، ولكن حدث شي مؤسف فجأةً؛ حيث بينما كان أمير يجلس ويفكّر في تحريك قطعة الشطرنج إذ مرّت نحلة صغيرة بجانبه، جعلته تلك النحلة الصغيرة يشعر بالارتباك، وعندما انتهى الموعد المحدّد لم يحرّك أمير القطعة؛ ممّا جعله في نهاية الأمر يخسر في المنافسة.
شعر أمير بالحزن الشديد وقال لصديقه عمر: لقد كنت محقّاً يا صديقي؛ فالحظ لم يسعفني في تلك المرّة، لقد كنت أعتمد على ذكائي فقط، قال له عمر: لا بأس فسوف تفوز في المرّات القادمة إن شاء الله.