خاض جحا بقصصه الكثير من المغامرات مع أصدقائه، وكان يحكي لهم الكثير من حكاياته الشيّقة، سنتحدث في هذه القصة عن واحدة من هذه المغامرات التي حدثت له ولأصدقائه في رحلة الربيع التي جعلت جحا يمكث مع أصدقائه لشدة حبه للطعام اللذيذ.
جحا ورحلة الربيع:
كان جحا يجلس مع أصدقائه في يوم من الأيام، فأرادوا أن يذهبوا لرحلة في فصل الربيع، قال لهم جحا: أريد أن أدلّكم على مكان جديد لا تعرفونه ولكن أنا أعرفه جيّداً، فوافق أصدقائه على ذلك وقالوا له: حسناً ما دمت أنت تعرف هذ المكان فلنذهب له ونستمتع بيوم جميل وبرحلة رائعة.
وكانوا قد اجتمعوا أن يذهبوا لهذه الرحلة في صباح اليوم التالي، وعندما ذهبوا ووصلوا للمكان المطلوب شعروا بالفرح ووجدوا أنّه مكان جميل وغني بالبساتين والأشجار الرائعة، وكان المكان كذلك مليئاً بالنباتات والفواكه ففرحوا كثيراً وقالوا: لقد دلّنا جحا على مكان جميل ورائع.
أمضى جحا وأصدقائه يوم جميل واستمتعوا به كثيراً، حتّى أنهم أكلوا جميع الأطعمة التي معهم وحان موعد العودة، ولكن عندما أرادوا العودة شعروا بعدم الرغبة في ذلك من شدة جمال المكان، فاقترح أحدهم أن يمضوا أيام أخرى في هذا المكان، ولكن قال أحدهم: هنالك مشكلة في الطعام فليس لدينا ما يكفينا منه، فكّر آخر وقال: أنا لدي حل وهو أن نجعل كل واحد يتعهّد بتقديم ما نحتاج في كل يوم نريد المكوث به في هذا المكان.
وافق الجميع على هذه الفكرة الجيّدة ولكن جحا اعتذر منهم وقال أنه يريد العودة للبلدة، فقال أحدهم: أنا أتعهّد بأن آتيكم بخروف محشي، وقال الآخر: وأنا سأحضر الفواكه ما لذ منها وطاب، وقال أحدهم: وأنا سأحضر ورق العنب المحشو وبعض الطعام، وقال آخر: وأنا سأحضر القشطةوالعسل وقال آخر: وأنا سأحضر البقلاوة وبعض الفطائر.
عندما سمع جحا بهذا الكلام سال لعابه وبرقت عيناه ممّا ذكره أصدقائه، فنظر إليه أحد الأصدقاء وقال له: وماذا تريد أنت يا جحا، قال جحا: علي لعنة الله إن أنا أردت العودة وأنا سأبقى معكم في هذه الضيافة حتى وإن بقيتم هنا ثلاثة أشهر.
