يحكى أن هناك رجلاً يدعى جحا، وكانت له العديد من القصص والحكايات والمواقف التي يواجهها مع أصدقائه وزوجته وأهل قريته، وكان يخرج من تلك المواقف بكل سهولة ويسر، وذلك بفضل حيله الذكية والماكرة، ومن أجمل قصص جحا قصته مع كيد النساء، وهي قصة تدور أحداثها بين جحا وزوجته.
قصة جحا وكيد النساء
في يوم من الأيام كانت زوجة جحا مدعوة إلى عرس لأحد جيران القرية، فاستأذنت من جحا لتذهب لذلك العرس، قال جحا: فذهبي يا زوجتي العزيزة ولكن احذري أن يفوتكي الوقت وتتأخرين كثيراً عن المنزل، قالت زوجة جحا: لا عليك يا زوجي العزيز، جاء منتصف الليل ولم تأتِ زوجته، غضب جحا كثيراً، فلما عادت وجدت الباب مغلقاً، فلم يفتح لها جحا، معاقبة لها على ذلك التأخير المبالغ.
أصرت الزوجة على الدخول ولما يئست قررت أن تُدبّر مكيدة لكي تدخل البيت، قالت زوجة جحا له: والله إن لم تفتح لي الباب لألقي نفسي من أعلى السلم، لم يكترث جحا لقول زوجته، وأصر على معاقبتها، وبعد عدة دقائق قامت زوجة جحا بإلقاء حجر كبير جداً من أعلى السلم ثم أخفت صوتها، ظن جحا أن زوجته قد فعلتها وألقت بنفسها من أعلى السلم، وبعد أن فتح جحا الباب وصار يبحث عن زوجته، قامت زوجته بالدخول للبيت وأغلقت الباب على جحا، ولم تفتح له الباب أبداً.
بدأت زوجة جحا بالصراخ بصوت مرتفع، يا له من رجل شديد، فلقد أذلّني وهو يسيء معاملتي وينكّد علي، ويضربني كل يوم ضرب مبرح، قال الجيران لجحا بعد أن حضروا ولاموه: لما هذه المعاملة يا جحا؟! فلتحسن إلى زوجتك لكي يحسن الله إليك ويفتح عليك أبواب رزقه، قال جحا وهو متعجب من تصرف زوجته: والله إنها مظلومة فلا يوجد عليها حقّ، وإنما الحق عليّ؛ لأني فتحت لها ذلك الباب اللعين.
ومن هنا نروي لكم قصة من قصص جحا المضحكة والمسلية، فدوماً ما تنتهي قصصه بالفكاهة التي ترسم البسمة على وجوهنا وتدخل على قلوبنا المرح والبهجة، فَبَدل أن يعاقب جحا زوجته على تأخيرها وعصيانها، قامت هي بمعاقبته.