قصة جحا ولحافه الجديد

اقرأ في هذا المقال


تعتبر القصص من أفضل الآداب العربية التي يهتم بها الجميع، لِما تحمله من طابع فكاهي لطيف، ومن أبرز قصص الأدب العربي هي قصص جحا، التي لطالما كانت تحمل في طياتها الفكاهة والضحك، ورغم كل ما تحتويه من تسلية إلا أن قصصه تنتهي بالحكمة والعبرة التي من الممكن أن نستفيد منها ومن تجارب جحا في تلك الحياة.

قصة جحا ولحافه الجديد

في ليلة من ليالي البرد الشديدة، كان جحا في نوم عميق هو وزوجته، استيقظ جحا على أصوات كانت صادرة في الخارج، نظر جحا من النافذة وإذ بجماعة يتعاركون في الشارع، نظر جحا إلى زوجته وقال لها: أكملي نومك سوف أذهب إلى الخارج وأرى ما هو سبب ذلك الخلاف لكي أحله، قالت زوجة جحا: وكيف ستخرج والجو شديد البرودة؟ قال جحا لا عليك يا زوجتي العزيزة، فأنا أقدّر خوفك وقلقك علي، ولكن يجب أن أخرج لعل خروجي لهم سيكون سبباً في حل تلك المشكلة.

قالت الزوجة: افعل ما تراه مناسباً يا جحا ولكن خذ معك لحاف وضعه فوق كتفيك ليحميك من برودة الجو الشديدة، أخذ جحا اللحاف الجديد ووضعه فوق كتفيه وخرج إلى الشارع ليرى ما يجري، وقف جحا في منتصف المشكلة وكان الشارع شديد الظلام وإذ بشخصٍ يأخذ اللحاف من جحا ويجري هارباً، صاح جحا بأعلى صوته: لص… لص.. لم يهتم أحد بما قاله جحا وكأنه لم يقل شيئا!

أصبح جحا في حال يرثى له، حيث اشتدت عليه البرودة، ولم يبق له حل سوى الذهاب إلى المنزل، عاد جحا إلى بيته ودخل على زوجته وهو يشعر بأسف شديد لما حدث، قالت زوجته: ما الذي جرى يا جحا؟ هل حليت المشكلة؟ هل انتهى الخلاف؟ قال جحا لزوجته: ذهب الخلاف بسرق اللحاف.

صرخت زوجة جحا وقالت: كيف سرق! فاللحاف الجديد قد كلفنا الكثير، حيث اشتد الخلاف بينهما، وكان الحل الوحيد لجحا هو الذهاب للنوم، ذهب جحا لينام، وهو في أثناء نومه صرخ جحا بصوت مرتفع: يا زوجتي آتي لي بالمنظار، قالت زوجته: لماذا تريد المنظار وأنت في نومك العميق يا جحا؟! قال جحا: لقد رأيت اللحاف فأتي لي بالمنظار مسرعة لعلي أرى مكانه الصحيح.

وهنا نقول أن جحا قد همّ وهو في منتصف نومه العميق ومكانه الدافئ، وذهب إلى الخرج لكي يساعد الناس في إنهاء الخلاف الذي بينهم، ولكن جحا لم ينتابه إلا أنه قد سُرق، فقد سرق لحافه الجديد الدافئ ذو الثمن الباهظ، وعاد إلى زوجته وهو حزين لما حدث له.


شارك المقالة: