قصة صاحب البساتين

اقرأ في هذا المقال


القناعة كنز لا يفنى، فبالحمد تدوم النعم وتكثر، وبالغرور والتباهي تزول النعم، هذا ما حدث مع صاحب البساتين الذي كان دائماً يتباهى ببساتينه الغنّية بالفاكهة والثمار المختلفة، وكان جاره الفقير دائماً يذكّره بعدم التباهي وأن يحمد الله كي لا تزول النعم، ولكنّه كان لا يأبه بنصائحه؛ حتّى جاء أحد الأوقات وفقد هذا الرجل الغني كل ما يملك وزالت عنه النعمة.

قصة صاحب البساتين

في إحدى القرى يسكن رجل غني لديه بستانين جميلين جدّاً، وكان فخور بهما ويتعامل مع الآخرين بكل تكبّر بسبب امتلاكه هذين البستانين، وكان في نفس القرية يسكن رجل فقير جداً، ولكن على الرغم من فقره إّلا أنّه كان رجل قنوع ولا يحسد غيره، بل كان يرضى بما يمتلك، وكان كثير الرضا والحمد لربّه.

كانت بساتين الرجل الغني مليئة بالكثير من أنواع الفواكه المختلفة كالعنب والتفّاح وغيره، وبين البستانين يوجد نهر من الماء العذب يمدّ هذه البساتين بالماء؛ لذلك كانت تنتج البساتين الكميّات الكبيرة من الفواكه، ولكن هذا الرجل الغني كان لا يشكر  ربّه، أو يفكّر أن يتصدّق بماله أو يساعد الفقراء والمحتاجين.

بالإضافة لذلك كان الرجل الغني كلّما رأى جاره الفقير يقول له: أنا صاحب البساتين الجميلة، أنا لدي كل الفواكه وأمتلك كل شيء، أمّا أنت فليس لديك أي شيء كالمال أو الأولاد مثلي، كان الرجل الفقير يردّ عليه ويقول: لا تتباهى بتلك النعم وتكن مغروراً بها، فالنعم تزول بقلة الحمد، ولكن الرجل الغني كان لا يأبه بكلامه أبداً.

مرّ الوقت وهبّت عاصفة قويّة اقتلعت جميع الأشجار الموجودة في بساتين هذا الرجل، بالإضافة لجفاف ماء النهر الذي يسقي الثمار، لم يكن يعلم الرجل صاحب البساتين ماذا سيفعل، ولم يكن يملك من أمره أي شيء، وعاد فقير الحال، في ذلك الوقت تذكّر كلام جاره عن الحمد والرضا وعدم الغرور بالنعمة، وعلم أن الله قد أزال النعمة بسبب كبره وعدم شكره لربّه. ندم صاحب البساتين على ذلك كثيراً، وذهب واعتذر لجاره على سوء معاملته، ووعد نفسه بأنّ يظلّ يحمد ربّه في كل الأوقات.


شارك المقالة: