قصة قصيدة أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من أمر وزارة الخليفة العباسي المقتدر بالله، وخبر الوزراء الذين تعاقبوا عليها.

قصة قصيدة أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت

أما عن مناسبة قصيدة “أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت” لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيروى بأن الخليفة المقتدر بالله كان قد نقم على وزيره ابن مقله، وفي يوم من الأيام قام المقربون منه بالقبض على الوزير، وساقوه صوب الخليفة، ودخلوا عليه، وسألوه أن يضع وزيرًا غيره، فوافق الخليفة على ذلك، وسألهم أن يقوموا باختيار وزير بدلًا منه، فاختاروا علي بن عيسى، وعندما عرضوا عليه ذلك لم يوافق، وأشار عليهم بأن يختاروا أخاه عبد الرحمن بن عيسى، فاختاروه، واستوزره المقتدر بالله.

ومن ثم سلم المقتدر بالله ابن مقلة إلى عبد الرحمن بن عيسى، فأمر عبد الرحمن بأن يضرب ضربًا شديدًا، ففعلوا كما أمر، كما وأمر بحرق بيته فأحرقوه له، فكتب بعض الناس على جدار بيته المحروق أبياتًا من الشعر لعلي بن أبي طالب قال فيها:

أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ

يقول الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا البيت بأن الناس قد أحسنت ظنها بالأيام إن أظهرت لهم حسنها، ولم يخافوا من سوء ما يأتي به القدر إليهم.

وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ

ولكن الوزير عبد الرحمن بن عيسى لم يكن على قدر المسؤولية التي تتطلبها الوزارة، فقام الخليفة المقتدر بالله بعزله عنها بعد خمسين يومًا، وجعل من أبو جعفر بن القاسم الكرخي وزيرًا بدلًا منه، وبقي وزيرًا لثلاثة أشهر ونصف، ومن ثم عزله الخليفة عن الوزارة، واستوزر أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات.


شارك المقالة: