التعريف بالشاعرة ولادة بنت المستكفي:

أمَّا عن كاتبة هذه القصيدة: فهي ولادة بنت محمد بن عبد الرحمن المستكفي ولدة سنة ” 994 ” في مدينة قرطبة تعد ولادة شاعرة من شعراء العصر الأموي وأميرة من أميرات الأندلس، توفيت ولادة في سنة ” 1091 ” ميلادي في مدينة قرطبة.

قصة قصيدة ” أغار عليك من نفسي ومني “:

أمَّا مناسبة هذه القصيدة ” أغار عليك من نفسي ومني*** ومنك ومن زمانك والمكان ” فعندما تكتب المرأة قصيدة لرجل تحبه وتريده تكون هذه القصيدة فائضةٌ بأرق المشاعر وأجمل الإحاسيس وأصدق العواطف لأنَّ المرأة عبارة عن كتلة من العواطف وحين تحب تخرج هذه العواطف من الأعماق.

فكان حبَّ ولادة لابن زيدون هو أروع مثال على هذه المشاعر والإحاسيس والعواطف، كانت ولادة أميرة عربية وشاعرة فصيحة نشأت في بيت الخلافة الأموي فكانت معروفة في ذلك الزمان أنَّها فتاة جميلة وذكية وخفيفة الظل، كان ابن زيدون من أهم الشعراء في ذلك الوقت كان ذا مكان مرموق في مجتمعه عندما رأى فصاحة ولادة أعجب بها وأحبها وهي أيضاً احبته وعشقته وكتبت له كثير من القصائد التي كانت تعبر عن إحساسها ومشاعرها له وهو أيضاً كان يبادلها نفس الشعور.

وتخليداً لحبهما تم وضع نصب تذكاري لهما في ساحة مارتيليه قي مدينة قرطبه وقد سمي هذا النصب بنصب الحب ” وهو عبارة عن يدان كادا أنْ يتلامسا ويلتقيا ” وكتب على هذا النصب أبيات ولادة وهي:

أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني

وتحتهما كتب أبيات لابن زيدون وهو يتغزل بولادة، قائلاً:

يا من غدوت به في الناس مشتهرا
قلبي عليك يقاسي الهم والفكر

إن غبت لم ألقَ إنسانًا يؤنسني
وإن حضرت فكلُّ الناس قدْ حَضَرا

ولكنَّ هذا الحبَّ العظيم قد انتهى إذ أنَّهما انفصلا عن بعضهما في النهاية وقد قيل أنَّ سبب انفصالهما لأنّه قد تغزل بجارية لها فقد أحست بالإهانة وانفصلت عنه، وقال البعض أنَّ سبب انفصالهما أنَّ ابن زيدون قد انتقد شعراً لها فأحست بانتقاص بسبب انتقاده، وقيل أنَّ سبب انفصالهما هو أنَّ ابن عبدوس كان متيم بولادة ولكنَّ ولادة فضَّلت عليه ابن زيدون فقام ابن عبدوس بسجن ابن زيدون لمدة طويلة فقد انفصلا عن بعضهم وهو في السجن.