ما لا تعرف عن الإمام البوصيري:
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو الإمام محمد بن سعيد البوصيري ولد سنة “608” للهجرة في مصر بقرية دلاص بني سويف، فهو شاعرًا أشتهر بالمدائح النبوية وأشهر ما كتب هي: البردة أو ما تعرف أيضاً بالبرأة.
تلقى البوصيري العلم والدين والمعرفة على يد كبار العلماء المسلمين ومنهم:
- أثير الدين محمد بن يوسف المعروف بأبو حيان الغرناطي.
- فتح الدين أبو الفتح الإشبيلي، المعروف بابن سيد الناس ، محدث، حافظ، مؤرخ وفقيه أندلسي الأصل.
- أبو عباس المرسي.
فحفظ القرآن الكريم وقرأ في السيرة النبوية وعرف أخبار الرسول عليه الصلاة والسلام، توفي سنة “696” للهجرة في مصر بالإسكندرية.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “البردة للإمام البوصيري”:
قصيدة “البردة” فهي غريبة في زمان اللإمام البوصيري فتتألف هه القصيدة من مئة وستين بيتًا في مديح رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لم يكن كبار الشعراء العرب قبل الإمام البوصيري يمدحون إلا من يرجون حمايته أو لطلب المال من الخلفاء والملوك، فلا المتنبي ولا الجرير ولا الفرزدق ولا بشار ولا أبو تمام ولا أبو نواس ولا البحتري ألفوا مدائح في النبي.
فربما بعضعم ألفوا مدائح في آل البيت لأنهم كانوا مهددين بالقتل من قبيلتي بني أمية وبني العباس، كما فعل الفرزدق مع علي بن الحسين “زين العابدين” حين خاف عليه من هشام بن عبد الملك بن مروان.
أمَّا عن قصة قصيدة “البردة للإمام البوصيري” تروى أن البوصيري كان مصاب بالفالج (أي الشلل) فنظم قصيدة تشفعًا واستشفاءً، في منامه رأى الرسول صل الله عليه وسلم يلف عليه البردته “أي عباءته” فقام من منامه معافى.
بعد مرور بعض من الوقت لقي الإمام البوصيري رجلاً فقيرًا فقال الرجل: أين القصيدة التي مدحت بها النبي؟
فرد عليه البوصيري: أي قصيدة نريد!
فقال له الرجل: التي مطلعها (أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ***مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ).
تعجب البوصيري! وقال له: كيف عرفت بها! وأنا لم أنشدها للناس بعد؟.
فقال له الرجل الفقير: رأيت النبي في منامي وأخبرني بها.
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ
عن الوُشاةِ ولادائي بمنحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنت أعلم أني ما أوقره
كتمت سرا بدا لي منه بالكتم