ذكرنا لكم مسبقا قصص وطرائف عن جحا، فجحا من الشخصيات التاريخية الحقيقية المشهورة في كل عصر وزمان، فله الكثير من الطرائف والحكايات والقصص التي قصها علينا، وكان الهدف من تلك الطرف رسم البسمة على وجه كل من يقرأ ويسمع تلك الطرفة الظريفة، والآن سوف نروي لكم قصتين من قصص جحا المسلية، وكان هدف هاتين القصتين إثبات دليل بأن جحا أولى وأحوج منا!!
قصة جحا وألواح الصابون
في يوم من أيام الصيف الجميلة، قرر جحا هو وزوجته الذهاب إلى الشاطئ للاستمتاع ولغسل أمتعتهم على شاطئ تلك البحيرة، فلما وصلوا وضعوا أغراضهم وأمتعتهم على الشاطئ وبدأوا بغسلها، وفي أثناء الغسيل وضعوا ألواح الصابون فوق الأغراض، وإذ بطائر الغراب الضخم يخطف قطع الصابون ويحلق بها نحو السماء هارباً بعيد، بدأت زوجة جحا بالصياح وقالت لجحا: قم يا جحا والحق الغراب فقد سرق ألواح الصابون وهرب، فكيف لنا الآن أن نغسل أمتعتنا وأغراضنا؟! أجابها جحا بكل برود وهدوء: ولم هذا الصياح والفزع كله؟! أليست ثياب الغراب أوسخ من ثيابنا؟! فما أخذه إلا بحاجة إليه، فهو أحوج منا إلى الصابون.
قصة جحا مع المزارعين
في يوم من أيام الربيع الهادئة، وأثناء مروره بجانب مزرعة، رأى جحا مزارعين يزرعون بستانا كبيرا فسألهم جحا: ماذا تصنعون؟! فقال له المزارعون: نزرع بستانا يحمل عنبا عناقيد عناقيد، تأمل جحا قليلا وقال لهم: ازرعوني أنا أيضا فأنا أعطي ثمارا مختلفة الأصناف ومتنوعة، تعجب المزارعين من طلب جحا، قال المزارعون: حسنا، ثم طمروا جحا في التراب إلى وسط جسمه، وجلس المزارعون تحت ظل إحدى الأشجار، وما إن مضى وقت قصير على جحا وإذ جاع وبرد برداً شديداً، حيث الفصل كان ربيع، خلع جحا جسمه من التراب بكل صعوبة، وتقدم نحو المزارعين فقالوا له: لماذا لم تبق في مكانك؟ فأجابهم جحا: سوف أحدثكم بكل صدق وسوف أقول قولي الصحيح، فأنا لم أحب مكاني؛ لأني لم أحمل ثمرا فيه! لذلك خرجت من هذه الحفرة وأتيت إليكم فالشجرة أولى مني في تلك المهمة.
وهنا نقول أن جحا تعامل مع القصة الأولى بكل حس فكاهي ومرح، فلم يهتم لموضوع ألواح الصابون بينما كانت زوجته عكس ذلك تماما، وأثبت جحا في هذه القصة بأن الغراب أولى منه في تلك الألواح، وفي القصة الثانية تعامل جحا مع المزارعين بكل سذاجة؛ لإثبات أن الزرع هي الأولى بإنتاج تلك الثمار.