الكتابة بأنواعها المختلفة منها الكتابة الإبداعية والكتابة الخبرية، وهنالك فروق ما بين النوعين هذه الفروق تكمن في المضمون والشكل والهدف والعلم وقالب التقديم، وبينهما وهناك تشابه واحد وهو الموضوع؛ حيث كلا النوعين يجب أن يحتوي على موضوع معيّن وقضية لإيصالها ولكن بالتأكيد تختلف بالغاية منه وكم الجمهور المستهدف، سنتحدّث في هذا المقال عن أهم الفروق بين الكتابة الخبرية والإبداعية.
الفروق بين الكتابة الخبرية أو الوظيفية والكتابة الإبداعية:
الفروق الأساسية بين الكتابة الإبداعية والكتابة الخبرية هي كالتالي:
- من حيث الغاية فالكتابة الخبرية غايتها هي إجابتها على الأسئلة الستة المتعارف عليها، أمّا الكتابة الوظيفية فتكون لها عدّة غايات ويجب أن توظف لهذه الغايات عدّة عناصر في الكتابة.
- من حيث الأسلوب تتسّم الكتابة الخبرية بالموضوعية أي أن الكاتب ينقل الخبر بكل جوانبه وأحياناً بأسلوب مطوّل، لكن لا يدخل آراءه الشخصية بالقضية بل من الممكن أن يتعاطف معها فقط، أمّا الكتابة الإبداعية فمن الممكن أن يعطي الكاتب آرائه ومقترحاته بها.
- من حيث التوقيت فالكتابة الخبرية أو أحياناً تسمّى الوظيفية بصفتها موظّفة لنقل الخبر هي كتابة فورية، بمعنى أنّها ملزمة أن تكتب بوقت حدوث الخبر، فلا يمكن أن يكتب الكاتب خبراً عن عام 2000 مثلاً خصوصاً أن الأخبار في عصر الانترنت والسرعة تتعرّض للتلف بأقدميتها؛ وذلك لأن العالم في تسارع وتجدّد ويحدث أن يحصل خبر بكل ساعة، أمّا الكتابة الإبداعية فليست محكومة بعنصر الزمن بل يمكن للكاتب أن يبدع فيها وقتما يشاء وحينما يشعر أنّه يمتلك بجعبته إبداعاً يريد أن يخرجه.
- من حيث الهدف الكتابة الخبرية لها هدف واحد وهو نقل الخبر بصورة ما، أمّا الكتابة الإبداعية فالهدف منها هو ذات الكتابة نفسها من الممكن أن يكون الهدف هو إيصال مشاعر سلبية أو إيجابية، تصوير لشخص الكاتب، لوحات فنية، قصائد، روايات.
- من حيث الموضوع فإنّ الكتابة الخبرية يتم نقلها من أرض الواقع ولا يدخل فيها أي نص خيالي وإلّا سينتاب القارئ البعض من الشك بمصداقية الخبر، أمّا الكتابة الإبداعية فالكاتب يبحر بعوالم مختلفة ويكتب عن أشياء أحياناً غير موجودة على أرض الواقع ولدرجة مبالغ فيها ربّما، ويعتبر عنصر الخيال فيها من العناصر التي تضيف قيمة جمالية للنص على عكس الكتابة الخبرية التي لا تستخدم المحسنات البديعية في صياغة الخبر.
- من حيث القدرة المطلوبة فإن الكاتب بمجال الكتابة الإبداعية يستطيع أن ينقل خبراً بموضوعية مع إضافة الجانب الإنساني لاستثارة عاطفة الجمهور، أما كاتب القصة الخبرية لا يمكنه الدخول لمجال الكتابة الإبداعية فهي تحتاج إلى مهارات معيّنة بالكاتب.
- الكتابة الخبرية أو الوظيفية غير قابلة للتكرار وينتهي الهدف منها بانتهاء وقت الخبر، فلا يمكن أن يكتب شخص قصة خبرية عن خبر قديم أو يقوم بإعادة صياغته مثلاً، بينما هذا الأمر موجود بالنوع الآخر فنجد الكثير من الكتابات التي تعتبر إعادة صياغة لكتابات قديمة أو عن مشاهير قدماء مثل الجاحظ أو غيره.
- من حيث اللغة الكتابة الخبرية أقرب إلى اللغة العلمية لأنها موضوعية ومجردة ولها هدف وغاية محددّة، أمّا الكتابة الإبداعية فبالتأكيد تستخدم الأسلوب الأدبي الذي يحتوي على كثير من المفردات المتنوّعة والأساليب والأشكال المختلفة.