عندما نتحدّث عن الترجمة الأدبية فنقصد ترجمة النصوص الأدبية مثل: النثر والشعر والمسرح وغيره، ومنهم من يرى أن الترجمة الأدبية هي عبارة عن ترجمة الأدب ومؤلفات العلوم والتاريخ كمؤلّفات الطبري، والجغرافيا والفلسفة وغيرها، ولكن اتفقت الفئة الأكثر إلى أن الأدب هو النثر بكافّة أشكاله والشعر؛ وذلك بناءً على موضوع النص، سنحكي عزيزي القارئ عن أهم الأساليب للترجمة الأدبية لبعض النصوص إلى اللغة العربية.
أساليب الترجمة إلى العربية
بنظر أغلب الأدباء فإنّ أهم الأساليب المتبعة في ترجمة النصوص هي مرحلتين أساسيتين وهما: التفسير الخاص للمترجم ضمن الأدب المقارن، والمرحلة الثانية وهي إعادة الصياغة، وهو يحتاج من المترجم جهدين وهما: تطويع اللغة العصبية لقبول المفردات الأجنبية، وجهد الاندماج مع المؤلّف الأصلي؛ والجهد الأوّل يعتبر جهد لغوي ويختصّ بلغة النص، أمّا الجهد الآخر فهو جهد فنّي بتصرّف المترجم وهو يحتاج لتفعيل كافّة الحواسّ.
أسلوب ترجمة الشعر
يتألّف أسلوب ترجمة الشعر من الخطوة الأولى وهي نقل القصيدة كما هي من اللغة الأصلية من حيث المفردات وطريقة البناء والصياغة، والخطوة الثانية هي يقوم بها المترجم إعادة الصياغة بما يتناسب مع لغة الهدف وهي لغة أهل بلده، والخطوة التالية وهي الأهم والتي تتمثّل في أمانة الكاتب وهي محاولة نقل روح كاتب القصيدة ومشاعره وأحاسيسه، وتعتبر الخطوة الأصعب والتي تأخذ الكثير من الوقت والجهد من المترجم، بالإضافة لأهميّتها ودقّتها؛ فعلى أساس هذه الخطوة يتحدّد نجاح العمل المترجم أو عدمه. وهذا الأمر ينطبق على جميع أشكال الأعمال الشعرية والقصائد القصيرة والطويلة، وبما فيهم الشعر الإسلامي كذلك.
أسلوب ترجمة الخرافات
وهذا النوع من الترجمة يتطلّب من المترجم مهارات متنوّعة وإحاطة بكافّة الأسرار الفنيّة للنص، والمقصود بالخرافات هي القصص التي تحكى على لسان الحيوانات، وهي لا تعتمد على السرد الوقعي، بل هي تتبع أسلوب الخلق والدلالات والرموز من أجل إيصال المعاني المراد إيصالها.
ومن الممكن أن تكون هذه الحكايات على ألسنة الحيوانات أو الجماد أو حتى على لسان الإنسان، ولكنّه في الحقيقة يرمز إلى شيء آخر، وأهم الأساليب التي يتبعها المترجمون في ترجمة حكاية الخرافة هي إعادة صياغة القصة بناءً على موهبة المترجم وأسلوبه وخياله والقدرة اللغوية كذلك، ومن المعروف أن هذا الأمر يتفاوت بين المترجمين؛ فكل حسب موهبته وقدرته والخبرة التي يمتلكها.
ترجمة الحكاية الشعبية
الحكاية الشعبية هي فن نثري إبداعي منتشر بكثرة، ومن أهم مؤلفّين الحكايات الشعبية (كامل كيلاني، الأخوين جريم، عبد الحميد يونس) وغيرهم الكثير، وهنالك الكثير من الترجمات المختلفة الأساليب للحكايات الشعبية، وأهم الأساليب التي يتبّعها المترجمون في ترجمة الحكاية الشعبية هي إنتاج نص مماثل قدر الإمكان للحكاية الأصلية، وكونها حكاية شعبية فمن الأمر المهم أن تكون هذه الترجمة مماثلة لثقافة وعادات وتقاليد أهل بلد المترجم لتلك الحكاية، ومراعاة الفروقات بين الشعبين؛ لأنّه في بعض الأحيان قد يواجه مثل أو حكمة أو قول مأثور؛ وهذا الأمر يتطلّب من المترجم مهارة فائقة في كيفية صياغتها بشكل مناسب.
ترجمة القصص القصيرة
تعتبر القصص القصيرة شكل آخر من أشكال النثر والحكايات الشعبية، وهنالك الكثير من القصص الفرنسية والإنجليزية التي تم ترجمتها إلى العربية، وأهم الأساليب المتبعة في ترجمة القصص القصيرة هي الإضافة؛ ففي بعض الأحيان يكون اللفظ المستخدم في اللغة الأجنبية ليس له مرادف مباشر في اللغة العربية فيقوم المترجم بإضافة مفردات لتوضيحه، ولا ننسى الأهم وهو مراعاة اختلاف الضمائر في لغة المخاطب والمتكلّم، وهي تختلف من لغة إلى أخرى.
ترجمة الرواية
الرواية هي من أكثر الفنون النثرية انتشاراً مقارنةً بالقصص والحكايات الشعبية، ومن أهم الأساليب المتبعة في ترجمة الروايات هي الحذف لكل كلمة لا تؤثّر في أي إخلال بمعنى النص، بالإضافة لأهميّة عدم نسيان علامات الترقيم؛ فهي عملة ترجمة أدبية مغايرة للعمل الأدبي الأصلي.
ترجمة المسرحية
تعتبر المسرحية فن من الفنون القصصية ولكنّها تعتمد على الحوار، وأساس وجود هذا الحوار هو التمثيل وليس الكتابة، وتغيّرت لغة كتابة الحوار في المسرح على مرّ العصور؛ فقد كانت تقتصر على اللغة الفصحى، ولكن بدأ يدخل في لحوار الكلام العامّي، ويعتمد الأسلوب الرئيسي في ترجمة المسرح على أهميّة نقل روح الكاتب للمستمع، بالإضافة إلى المحافظة على القافية إن أمكن.
بشكل عام فإن الخطوات الرئيسية لترجمة النصوص الأدبية بشكل عام هي: مرحلة القراءة والاستيعاب، ترجمة النص، تنقيح الترجمة، نقد الترجمة.