ما هي أهم ميزات أسلوب الجاحظ في الكتابة ؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف أسلوب الجاحظ:

الجاحظ هو لقب لصاحبه عمرو بن بحر الليثي البصري، وهو كاتب وأديب نشأ فقيراً وكرّس حياته لمجال الأدب وقراءة الكتب والمؤلّفات الأدبية، وسبب شهرته الأساسي هو تميّز أسلوبه في الكتابة، فكان مزيج من الجد والهزل والفكاهة والسخرية، فكان صاحب أسلوب تلقائي وعفوي في الكتابة، وأغلب كتاباته كانت من وحي الواقع الذي يعيشه، حتى الشخصيات الموجودة بكتبه كانت في أغلب الأحيان أشخاص قابلهم في حياته، سنذكر في هذا المقال أهم ميزات أسلوبه من خلال أشهر مؤلفاته.

ميّزات أسلوب الجاحظ من خلال مؤلفاته:

ألّف الجاحظ ما يقارب مئة وسبعون كتاب، لكن عملية التدوين لم تكن موجودة في عصره، وكان يعتمد الأمر على ذاكرة المؤلّف؛ لذلك كتّاب عصره كانوا يلجؤون للإيجاز في كتاباتهم، وهذه لم تكن سمة الجاحظ فكان يستطرد كثيراً بأسلوب جميل يجذب القراء ومن أهم مؤلفاته التي تميّز بها هي:

كتاب الحيوان:

وهو كتاب تكلّم فيه الجاحظ عن كل ما يخصّ الحيوان من حاله وأحواله وصفاته، وكان يستمدّ معلوماته من القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي والأقوال المأثورة، واستعان أيضاً بكتاب الحيوان للكاتب اليوناني المعروف( أرسطو طاليس)، ولم يتكلم الجاحظ فقط عن الحيوان بل ذكر جوانب أخرى في كتابه واستطرد فيها، وهذا الكتاب يظهر فيه الجاحظ أسلوب الاستطراد الممتع والثقافة المتنوعة التي تعلّي من شأن القارئ.

كتاب البيان والتبيين:

تحدّث الجاحظ في هذا الكتاب عن بيان وتبيين العرب، حيث كان يرد فيه على بعض الشعوب الذين ينتقدون العرب وعاداتهم مثل حمل العصا أثناء الخطابة، وخصّص لهذا الموضوع فصل كامل في كتابه كان اسمه (العصا)، وأثرى كتابه بأمثلة من الشعر العربي التي توضّح عبقرية العرب في اللغة، وله مقولة معروفة في هذا الكتاب تقول: “إنّ المعنى إذا اكتسى لفظاً حسناً وأعاره البليغ مخرجاً سهلاً، ومنحه المتكلّم قولاً متعشِّقّاً، صار في قلبك أحلى ولصدرك أملاً، والمعاني إذا كسيت الألفاظ الكريمة وألبست الأوصاف الرفيعة تحولّت في العيون عن محاور صورها وأربت على حقائق أقدارها بقدر ما زينت به وعلى حسب ما زخررفت”، وتميّز أسلوبه في هذا الكتاب بأنّه أنيق وموجز من دون مبالغة باستخدام المحسّنات البديعية والبيان ووضوح الدلالة.

كتاب التاج في أخلاق الملوك:

تطرّق الجاحظ في كتابه هذا إلى السياسة، فكان يحتوي على كثير من الأخبار، ومدح فيه (الفتح بن خاقان وزير المتوكّل) كثيراً، كان أسلوب الجاحظ فيه بليغ وأنيق حيث ذكر فيه آداب الدخول إلى الملوك وآداب مجالستهم، وذكر أيضاً أهم قواعد ملوك العجم وأهمية الالتزام بقوانينهم ، وذكر أهمية طاعة الملوك وأنّ هذا الأمر من الواجبات في الدين الإسلامي.

كتاب المحاسن والأضداد:

تميّز الجاحظ في هذا الكتاب بالأسلوب المسترسل، حيث استرسل في الحديث عن محاسن الشيء وسيئاته سواء بالمعنى المادي والحسّي، وذكر فيه الفوارق والصّفات والأخلاق والعادات المختلفة، وذكر أيضاً عن صفات غير معروفة عن أصحاب السلطان والشأن.

كتاب البخلاء:

عاش الجاحظ في عاصمة خراسان، وفي كتابه هذا ذكر أهم صفات البخلاء الذين قابلهم فعلياً في حياته وكأنّه يقدّم لنا دراسة اجتماعية تبين لنا جميع جوانب شخصياتهم بأسلوب فكاهي وساخر أحياناً، وركّز الجاحظ في هذا الكتاب على صفة البخل في الطعام ، في هذا الكتاب كان أسلوب الجاحظ حسّي مادّي؛ بحيث أنّه استخدم عبارات قريبة من اللهجة العامية من أجل وصف المعنى الحسّي، وكان أسلوبه فكاهي في بعض الأمور ولم يكن في هذا الكتاب أي نوع من الاستطراد في الكتابة.


شارك المقالة: