اقرأ في هذا المقال
كتاب رسالة الهناء
يتناول الأديب العباسي أبو العلاء المعري في هذا الكتاب الحديث عن كثير من المشاكل والمعضلات التي كانت تواجه فترة من فترات الحكم العباسي، حيث كان أبرز ما يميز هذه الحقبة الزمنية الظلم والمحاباة الذي كان يقوم به حكام تلك الفترة، وهذا ما دعا من المعري أن يقوم بتأليف هذا الكتاب الذي حذف منه ألقاب وأسماء حكام ووزراء بني العباس، ويذكر أن هذا الكتاب الذي قام بالتحقق منه “الأديب المصري كامل الكيلاني” كان قد نشر لأول مرة في عام (1944)، بينما تمت إعادة طباعته ونشره من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مقراً ومركزاً لها في عام (2020).
مواضيع كتاب رسالة الهناء
- شرح الرسالة
- شروح علائية
- ترجمة الرسالة
- النص الكامل
ملخص كتاب رسالة الهناء
- يتحدث الأديب العربي أبو العلاء المعري في هذا الكتاب عن العديد من المشاكل التي واجهها العصر العباسي في فترة من الدسائس والتعاقب السريع للأمراء والوزراء بشكل لم يكن موجوداً من قبل.
- يتناول هذا الكتاب شرحاً كاملاً وشاملاً لتلك الرسالة التي بعثها أبو العلاء المعري لأبرز وأهم وأشهر الأدباء في عصره، هذه الرسالة التي كان المعري قد حذف منها ألقاب وأسماء أبرز الأسماء السياسية في ذلك الوقت من أمراء ووزراء الدولة العباسية.
- كان سبب قيام المعري بعدم ذكر أسماء وألقاب الوزراء والأمراء العباسيين أنهم لم يكونوا يحتفظوا بتلك المناصب والألقاب إلا لفترة قصيرة جداً، وذلك بسبب الاضطرابات والفتن التي عصفت بتلك الحقبة الزمنية.
- وأما بعض آراء النقاد الذين تعرضوا لنقد هذا الكتاب وشرحه فيميلون إلى أن المعري كان قد حذف أسماء وألقاب الأمراء والوزراء العباسيين من هذا الكتاب بسبب محاولة منه إلى التكفير عن بعض خطاياه تجاه مجاملته للكثير منهم لفترة طويلة من الزمن.
- ما يؤكد هذا الكلام أنه في مقدمة هذا الكتاب قام بالاعتذار فيها عما يسمى أو يطلق عليه “الكذب الفني”، وهذا دليل أن ذلك العصر كان مملوء بالكذب والرياء والظلم والمحاباة، وهذا ما حاول شاعرنا وأديبنا الاعتذار عنه عسى أن يصيب شيئاً من سماحة بعض الناس.
مؤلف كتاب رسالة الهناء
قدّم الأديب والفيلسوف والشاعر العباسي “أبو العلاء المعري” الكثير من الدواوين الشعرية التي لا زالت تدرس وتقرأ لغاية يومنا هذا بالرغم من مرور ما يزيد عن ألف ومائة عام على وفاته، ومن بين أشهر هذه الدواوين الشعرية ديوان “اللزوميات” وديوان “سقط الزند”.
وبسبب براعة هذا الشاعر في المجال الشعري وتمكنه بشكل فاق الكثير من عمالقة الشعر العربي فقد تمت ترجمة الكثير من قصائده إلى العديد من اللغات، وأما فيما يخص النثر فقد قدّم أبو العلاء المعري العديد من الدرر الثمينة والتي كان من أشهرها “معجم الأدباء”، “تاج الحُرّة” الذي تحدث فيه عن أخلاق النساء وغيرها العديد من الأمور التي تتعلق بهن.
ومن بين أشهر ما ألف رهين المحبسين كتاب “عبث الوليد” ذلك الكتاب الذي قام من خلاله المعري بشرح ونقد ديوان البحتري، هذا عدا الرسائل الثلاثة التي اشتهر بها المعري وهي “رسالة الملائكة”، “رسالة الغفران” ورسالة “الهناء”، ويذكر أنّ أبو العلاء المعري كان قد ظلّ حبيس بيته لفترة طويلة من العمر، ولهذا فقد أطلق عليه الأدباء والشعراء وعامة الناس لقب “رهين المحبسين” وذلك كناية عن أنه بقي حبيس فقدان بصره وحبيس بيته إلى أن توفاه الله، حيث كانت وفاته في مسقط رأسه “معرّة النعمان” وكان ذلك في عام (449) هجرية.
اقتباسات من كتاب رسالة الهناء
- “على أن رائد الأدب العلائي ليرى ظاهرتين واضحتين في أثناء درسه، فهو يرى أكثر من كتب إليهم شاعرنا -في «سقِْط َّ الزنِد» وفي رسائله- قد حذفت أسماؤهم وكناهم وألقابهم، فلم يبق منها إلا القليل، كما حذفت البواعث التي حفَّزت شاعرنا إلى مساجلتهم أو مراسلتهم، فلا يكاد الباحث يظفر من ذلك بغير التَّفه اليسير الذي لا يشفي غلَّة”.
- “ولو أخذنا برأي المعري واهتدينا بهديه في فهم قصائد الفحول الأفذاذ من الشعراء؛ كالمتنبي وابن الرومي، وأبي تمام، والبحتري، وابن زيدون، ومهيار ومن إليهم، متغاضين عن كثير من أسماء من ظفر بمدائحهم أو مني بأهاجيهم، لما خسرت ألواحهم الفنية شيئاً، بل لعل الفائدة منها تعظم إذا تمثلنا تلك الصور الرائعة موجهةً إلى أهداف أُخر”.
- “فقال: «قوله: إحدى وعشروك جائز إلا أنه ليس بوجه الكلام، وإنما الواجب أن يقال: إحداك وعشروك، إلا أنه حذف المضاف من الكلمة الأولى لمجيئه في الكلمة الثانية، وقبيح أن يقال في الكلام: «جاءني غلام وجاريتك» وأنت تريد: «جاءني غلامك وجاريتك» لأنك إن نونت غلامًا لم يبق فيه دليل على الإضافة، ولا يعلم أنه غلام المخاطب إذا عدم الكاف”.