كتاب صوت باريس
يعتبر كتاب صوت باريس من أندر الكتب التي تعرضت للحديث عن الأدب الفرنسي خاصة والغربي عامة، فهذا الكتاب تمكن من خلاله عميد الأدب العربي من أن يبرز ويظهر دور الأدب والفكر والفلسفة الفرنسية وتأثيرها على الأدب العالمي، فكانت القصص والروايات التي نقلها لنا معبرة بصورة واقعية عن ذلك التراث من تاريخ الأدب الفرنسي، وما زادها تميزا وتفردا هو إضافة أسلوبه وطريقته الخاصة على هذه الحكايات، فزادها روعة وجمالا وزخماً من حيث المضمون والهدف، ويذكر أنّ طه حسين كان قد أصدر هذا الكتاب في عام 1943، وبعد مرور واحد وسبعين عاما قامت مؤسسة الهنداوي التي تأخذ من القاهرة مركزا لها بإعادة طباعته ونشره، وكان ذلك في عام 2014.
كتاب صوت باريس
- السَّيْلُ
- الرقص في نصف الليل
- المذهبان
- السَّلامُ الحي
- القيثارة والجاز باند
- فِي مَلَاهِي بَارِيس
- في ملاهي باريس
- لحنٌ إلى كروترز
- الحُب
- الوصلُ
- الصَّحْو
- المحصَناتُ
- ميشيل بوبير
- الإغواء
- الغِربان
- صوت
- أنتوانيت سابرييه
- الشاب الجميل
- الفؤاد المقسَّم
- سعادة اليوم
- زوجا ليونتين
- الملهى
- زوجها
ملخص الكتاب
تحدث الأديب والمفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب عن أهمية الاطلاع وتعلم ودراسة مختلف الثقافات الإنسانية القديمة والحديثة الغربية منها والشرقية، وهذا ما تطرق إليه في العديد من الكتب التي ألّفها وليس في هذا الكتاب فحسب، فالاستماع لآراء وأفكار وأصوات المفكرين من مختلف الأزمان والأماكن ومن مختلف الثقافات واللغات له دور كبير في فهم هذه المجتمعات على الصورة الحقيقية التي كانت عليها، وهذا ما أشار إليه حيث قال: أنّ هذه الثقافات العديدة تجعل من الشخص تُفتح له كل مدارك الحياة، ويطلع على أمور لم يكن بمخيلته أبداً أنّه سوف يفهمها ويستوعبها، فيغذى بذلك روحه وقلبه وفكره ووجدانه، مما يؤدي بالنهاية إلى تطوير وتحصين موهبته الفكرية والنقدية والأدبية، مما ينعكس إيجابا على المجتمع الذي يعيش فيه قبل أن ينعكس على نفسه.
لقد عُرف عن طه حسين حبّه للأدب والفلسفة الغربية وخصوصا الفرنسية وروادها، وكان ذلك بسبب أنّه تلقى علومه في الدراسات العليا في جامعة باريس وعلى يد كوكبة من الأساتذة الجامعيين والذين يعدون من رواد الحركة الفكرية والأدبية في فرنسا، ولذلك قدّم هذا الكتاب الذي يشتمل على ثلاث وعشرين قصة وحكاية مأخوذة عن رواةٌ من مختلف الجنسيات الغربية كالفرنسية والأمريكية والمجرية، فينقلها لنا عميد الأدب العربي بلغة جميلة مشوقة وحماسية، فهو لم يكن في هذا الكتاب مجرد شخص يقوم بترجمة ما يقرأ من روايات الآخرين، بل عمل على إضافة موهبته وفكره في طريقة العرض والتقديم، فيجعل من المستمع والقارئ يندمج بكل مشاعره وأحاسيسه، حيث يصبح متلهفا لسماع المزيد، فيثير بذلك فضوله لكي يكمل سماع الحكاية والانتقال لسماع حكاية جديدة.
كما تطرق الأديب المصري في هذا الكتاب للحديث عن مجموعة من أهم المفكرين والأدباء الفرنسيين، حيث تحدث مثلاً عن الأديب موريس دونيه، هذا الأديب الذي عدَّه طه حسين من أهم وأشهر وأفضل الأدباء الذين أنجبهم الأدب الفرنسي، وذلك بسبب الإسهامات الكبيرة التي قدّمها في سبيل الرقي بالأدب الفرنسي خاصة والعالمي عامة، ويذكر أن طريقة تناول طه حسين لسيرة هذا الفيلسوف كانت عبارة عن حكاية وقصة ورواية رواها بشكل مشوق وجميل وهادف مستخدما أفضل الجمل والعبارات تمكن من خلالها من أن يبرز حقا إسهامات وفضل وتأثير هذا الأديب في الأدب الفرنسي والعالمي، فكان بذلك أفضل أديب عربي وشرقي تناول هذا الأدب بهذا الشكل من الإتقان والتميز، وهذا ما أقرَّ به العديد من المفكرين الفرنسيين والغربيين.
مؤلف الكتاب
بعد أن تقاعد طه حسين من العمل في القطاع الحكومي في عام 1932 توجه للعمل في قطاع الصحافة، فكانت صحيفة كوكب الشرق أولى محطاته في ذلك، حيث تولى مسؤولية الإشراف والتحرير، ولكنه ما لبث أن غادرها بسبب الخلاف الذي حدث بينه وبين السيد حافظ عوض صاحب الصحيفة، وبعدها قام بشراء امتياز وملكية جريدة الوادي، وتولى عملية الإشراف على تحريرها، ومرة أخرى عاد وترك هذه الصحيفة، ولكن السبب هنا كان عدم إعجابه بذلك العمل، حيث لم يتمكن من خلاله إظهار ما يتميز ويتفرد به عن غيره، وكان هذا في عام 1934.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “وهناك عقدة أخرى، فهبها أقامت ولم تفر، فما موقفها بإزاء زوجها، والصلة الزوجية منقطعة بينها وبينه؟ أتظهره على هذا الحمل؟ وإذن فهي الفضيحة والطلاق وحرمانها أولادها وعشرتهم والإشراف على تربيتهم”.
2- “وقد أقبل السكرتير، فهو يسأله عن الأنباء، والسكرتير يقص عليه أنباء “البورصة”، ثم أنباء المصرف، ثم يقدم إليه صحيفة من الصحف قد بدأت تحمل عليه وعلى مصرفه وجماعته المالية حملة منكرة، وتذيع أسراره، وتشير إلى أن النيابة قد تُحقق”.