وصف الجبال في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الجبال من المظاهر البيئية التي عاشها الجاهلي وتعلق بها فهي مكان الراحة والتأمل ومنه يستمد مفردات الشموخ والكبرياء ويخطُّها على شكل أشعار تسحر الألباب.

العلاقة بين الشاعر والجبال من خلال الشعر الجاهلي

1- يقفون على قِممه يؤدون طقوسًا من أجل الاستمطار وقت الجفاف ومن هذه الطقوس صعودهم أعلى الجبل ومعهم أبقار يضعون في ذيلها نوع من النبات ويشعِلونها، ومن الأبيات التي وضحت هذا قول أمية بن أبي الصلت:

ويسوقون باقراً يطرد السهـ

ـل مهازيل خشيةً أن يبورا

عاقدين النيران في شُكُرِ الأذ

ناب منها لكي تهيج البحورا

2- الاعتراف بالعجز وهو واقف أمام شموخه وعظمته ويتوجه الأديب إليه مصليًا معتقدًا بأن القوى التي فيه ستنتقل إليه فارتبط الجبل لديهم بأساطير وعن هذا ينشد امرؤ القيس:

أبت أَجَأٌ أن تُسلمَ العام جارها

فمن شاء فلينهض لها من مُقاتل

3- الغموض والرهبة من الجبال حيث كان الشاعر في القديم يخاف الجبل ليس من أجل عظمته بل من أجل اعتقادهم أنها مساكن للجن، وعن هذا قال زهير:

حَتّى سَقى اللَيلَ سَقيَ الجِنِّ فَاِنغَمَسَت

في جَوزِهِ إِذ دَجا الآكامُ وَالقورُ

غَطّى النَشازَ مَعَ الآكامِ فَاِشتَبَها

كِلاهُما في سَوادِ اللَيلِ مَغمورُ

دلالات الجبل في القصيدة الجاهلية

1- يمثل الجبل دلالة للحياة الجديدة.

2- يمثل لدى الشاعر رمزًا للعظة والشموخ من خلال انتصابه غير مبالي بالظواهر الكونية التي تجري من حوله.

3- يمثل الجبل دلالة القوة والعناد. 

4- يمثل الجبل دلالة على الناقة فتشبِهه بقوتها وصبرها.

نماذج شعرية في وصف الجبال في الشعر الجاهلي

1- مقطوعة تأبط شرًا مشبهًا رمحه المدبب بالجبل الشامخ حيث يردد:

وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ

ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ

بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا

حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ

2- مقطوعة عنترة بن شداد واصفًا قوسَه بالجبل القوي حيث أنشد:

بِكُلِّ هَتوفٍ عُجسُها رَضَوِيَّةٍ

وَسَهمٍ كَسَيرِ الحِميَرِيِّ المُؤَنَّفِ

فَإِن يَكُ عِزٌّ في قُضاعَةَ ثابِتٌ

فَإِنَّ لَنا بِرَحرَحانَ وَأَسقُفِ


شارك المقالة: