وصف الطبيعة ومظاهرها في شعر علي بن الجهم

اقرأ في هذا المقال


ذكر الشعراء الكثير الكثير من مظاهر الشعر العربي فمنهم من كتب الغزل ومنهم من كتب بالمدح ومنهم من كتب بالهجاء والكثير الكثير من أصناف الشعر العربي وهنا سنتطرق لأحد مظاهر الشعر وهو شعر الطبيعة.

شعر الطبيعة عند الشاعر علي بن الجهم

لقد عرف عن الشاعر العباسي علي بن الجهم البلاغة في الشعر وتنوع مظاهر الشعر لديه ولكنه تميز بمحبته وميوله إلى شعر الطبيعة الذي يصف الأمور من دون تكلف أو محاباة في حين أنه ابتعد عن شعر المدح والتقرب إلى الخلفاء برغم محبتهم له وسعادتهم بمجالسته .

فنرى الشاعر علي بن الجهم يذكر الطبيعة في الكثير من قصائده ويستوحيها بشعره وكأنها زينة تزخرف قصائده فنراه يكتب هنا :

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما

تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما

تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ

وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

فنرى الشاعر هنا يستخدم الطبيعة بشكل أساسي بقصيدته هذه فيستخدم القمر والمها والجسر والرصافة وغيرها من مظاهر الطبيعة التي تحيط به فينسج قصيدته نسجا يتواءم مع الطبيعة التي يراها.

وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا

خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ

وهنا يستحدم الشاعر صورة رائعة من صور الطبيعة فيظهر الماء المنسكب من الغيم تارة وتارة أخرى يظهر الخمر المنسكب من وعاء الخمر وإن اختلطا فسيمتزجان ليظهرا للناظر صورة جمالية من الطبيعة هي غاية في الجمال .

فسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ

وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ

وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ

لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ

يعود الشاعر هنا ليظهر صورة جمالية مستوحاة من الطبيعة وإن كان ذلك يدل على شيء فإنه يدل على إصراره على استخدام الطبيعة في شعره .


شارك المقالة: