قصة الإوزة والجنية

اقرأ في هذا المقال


كنوز الحياة كثيرة، ولكن من أهمّها الصداقة الحقيقية ومحبّة الناس، سنحكي في قصة اليوم عن إوّزة كبرت وأصبحت غير قادرة على دفع ثمن عيشها في إحدى المزارع، أرسلت لها جنية طيبة إوزة أخرى لتساعدها في حل تلك المشكلة، ولكن الشيطان أغوى تلك الإوزة وعرض عليها أن يعيدها شابة جميلة مقابل أن تتخلّى عن صديقتها، عندما وافقت الإوّزة على ذلك ندمت ندماً شديداً.

قصة الإوزة والجنية

في إحدى المزارع تسكن الإوزة الجميلة بجانب البحيرة، تسكن الإوزة تلك الأرض منذ زمن طويل، وكانت حيوانات المزرعة قد اعتادت من أجل العيش أن تدفع ثمن سكنها في تلك الأرض، أو أن تعمل، وكانت الإوزة تدفع ثمن عيشها كل شهر، ولكن جاء وقت وكبرت تلك الإوزة وأصبحت غير قادرة على دفع أجرة سكنها في تلك الأرض.

كان هنالك جنية طيبة، وكانت تعرف كل حيوانات المزرعة، سمعت الجنية بقصة تلك الإوزة المسكينة المعرضّة للطرد من قبل صاحب المزرعة؛ فقرّرت أن تساعدها وترسل لها إوزة أخرى كي تساعده، وكانت الجنية قد راهنت الشيطان أنّها ستحل مشاكل تلك الإوزة من خلال أن ترسل لها إوزة أخرى، تقوم تلك الإوزة الأخرى بوضع البيض الذهبي كل يوم، ممّا جعل الإوزة الكبيرة تملك المال الكثير.

ولكن الشيطان كان يقول للجنية: لن تستطيعين ذلك؛ فأنا استطيع أن أغوي تلك الإوزة بشيء فقدته وهو الشباب والجمال، فكّر هذا الشيطان في حيلة ليكسب الرهان مع تلك الجنية؛ فذهب إلى الإوّزة وعرض عليها أن يدلّها على بركة الجمال، والتي يمكن لها من خلال أن تسبح بها استعادة شبابها وجمالها، ولكن بشرط أن تعطيه الإوزة التي تبيض البيض الذهبي، والتي تم إرسالها من قبل الجنية.

فكّرت الإوّزة في هذا الأمر قليلاً ثم قرّرت أن تعطي الشيطان الإوّزة التي وهبتها إيّاها الجنية مقابل أن تذهب إلى بركة الجمال وتستعيد جمالها وشبابها، سبحت الإوّزة في تلك البركة، وعندما خرجت منها تغيّر شكلها تماماً وكانت سعيدة به كثيراً. ولكنّها عندما عادت إلى المزرعة ورآها أصدقائها الحيوانات لم يعجبهم شكلها الجديد؛ فهم قد اعتادوا على شكلها الذي كانت عليه، أمضت تلك الإوزة وقتاً طويلاً وحيدة؛ فجميع أصدقائها وخاصّةً الإوزة التي كانت تعطيها البيض الذهبي ليست معها.

شعرت الإوزة أنّها كانت مخطئة في قرارها هذا، وأدركت أن الجمال لا يسوى شيئاً مقابل الصداقة ومحبّة الناس، قرّرت الإوزة أن تعود وتبحث عن صديقتها الإوزة التي كانت تنتج لها البيض الذهبي، وبعد فترة من الزمن استطاعت إيجادها وتوسّلت لها أن تعود لتعيش معها وتصبح صديقة لها.

كانت الجنية تدرك أن الشيطان هو من قام بإغواء الإوزة المسكينة؛ فقرّرت أن تعيد لها صديقتها الإوزة ذات البيض الذهبي بعدما أدركت أن الجمال ليس كل شيء في الحياة، عاشت الإوزة الكبيرة مع صديقتها الإوزة بسعادة غامرة، ولم تعد تهتم لجمال شكلها كما تهتم لمحبة من حولها.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: