قصة الخروج Get Out Story

اقرأ في هذا المقال


تُعد تلك القصص من إحدى الأعمال الأدبية التي تمحور مضمون الحديث فيها حول أحد المواضيع التي شاع حولها الكثير من التوترات والاضطرابات بين الشعوب، وهي ما تعرف باسم قضية العنصرية، وقد كانت تلك القصة قد ألقت الضوء على أحد الجوانب التي يتم فعلها وممارستها على أصحاب البشرة السمراء، إذ كان يتم من خلال عملية التنويم المغناطيسي زرع دماغ البشر من أصحاب البشرة البيضاء في أجساد أشخاص من أصحاب البشرة السمراء؛ وذلك من أجل استنساخ جيل جديد ومحو كافة اعتقادات أصحاب البشرة السوداء.

قصة الخروج

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية حول الشخصية الرئيسية فيها وهو رجل يدعى كريس، وقد كان كريس هو من الأشخاص الذين يتميزون ببشرتهم ذات اللون الأسود القاتم، وفي تلك الفترة كان قد أصبح في مرحلة الشباب ويعمل كمراسل صحفي في إحدى المجلات المحلية في إحدى الولايات، ولكن على الرغم من أن كريس كان يتمتع ببشرة ذو لون أسود قاتم، إلا أنه يمتلك قلب طيب أبيض من الثلج، كما أنه يتميز بشخصية فذة للغاية فهو شاب حكيم في قراراته ورائد في مجال عمله، كما أنه كان إنسان لطيف وودود مع كل إنسان يقابله، وهذا الأمر جعله من الأشخاص المحبوبين والمرغوب في تواجدهم في أي مكان.

كان كريس حاله كحال الشباب يمتلك صديقه، وهي فتاة تدعى روز، وقد كانت تلك الفتاة من الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء، وكما هو معروف وشائع أنه ظهرت على مر العصور العديد من المشاكل الكبيرة حول التمييز والعنصرية حسب لون البشرة، وفي يوم من الأيام طلبت منه حبيبته روز أن يقوم بعمل زيارة إلى عائلتها، وافق كريس على طلبها على الفور وأشار لها أنه لا مانع لديه من التعرف على عائلة من سوف تكون زوجته في المستقبل، وبالفعل في أحد الأيام قام كريس بزيارة إلى منزل العائلة، والذي كان يقع في إحدى المناطق الريفي التابعة إلى إحدى المدن البعيدة بعض الشيء عن المدينة التي يقيم بها.

وبينما كان كل من روز وكريس يسيران في طريقهما إلى منزل عائلة روز قابلوا في طريقهم مجموعة من الغزلان، حينها كانت روز هي التي تقود السيارة وقد حاولت الابتعاد عنهم، إلا أنها فشلت في ذلك واصطدمت السيارة بالغزلان، وأول ما وصلت عناصر الشرطة على موقع الحادث والذي كان يترأسهم ضابط ذو بشرة بيضاء، وقد كان يبدو أنه شخصية عنيفة في تصرفاته، وأخذ يحقق في الحادث، وأول ما قام به هو التحقيق مع كريس وطلب منه أن يخرج هويته، وهنا أخبره أنه لم يكن هو السائق، كما أنه على الفور تدخلت روز وحاولت إنقاذ الأمر وحل المشكلة، وفي تلك الأثناء بدأ يبدو على كريس أنه منزعج من تسلط الضابط عليه على الرغم من أنه لا دخل له، ولكن روز هدأت من غضبه وحاولت أن تشعره بأن ذلك الأمر هو أمر طبيعي في حالة الحوادث.

ومن ثم توجها كلاهما إلى منزل عائلة روز، وهناك استقبلهم والدها والذي يدعى السيد كريستيان، وهو ما كان يعمل كطبيب متخصص بالأعصاب ووالدتها التي تدعى السيدة ميسي، وهي ما كانت تعمل كأخصائية إيحائية في مجال في التنويم المغناطيسي وشقيقها الذي يدعى جيمي، ولكن ما حدث هو أنه أول ما شاهدهم كريس لم يشعر بالطمأنينة والارتياح لهم جميعهم؛ ولكن لم يكن ذلك من فراغ، وإنما جراء بعض التعليقات التي صدرت عنهم حول ذوي البشرة السمراء.

وما كان يثير دهشة كريس هو أنه كان هناك العديد من ذوي البشرة السمراء يعملون في حوزة آل كريستيان، ولكن كانوا هؤلاء العاملين يتصرفون بطريقة غريبة شديدة، وقد كان ذلك الأمر ما جعلت الشكوك تدور في ذهن كريس بأن يكون هناك أمرًا خفيًا خلف هؤلاء الأشخاص.

وما كان يؤكد له تلك الشكوك هو ما حدث في اللقاء السنوي المعتاد لعائلة السيد كريستيان، حيث أنه كانت في ذلك اللقاء قد اعتادت العائلة على استقبال جموع ووفود من أصحاب البشرة البيضاء، وقد حدث ذلك اللقاء في وجود كريس، وقد كان على رأس تلك الوفود شخص أعمى البصر يدعى هدسون، وفي ذلك اللقاء على الرغم من أن السيد هدسون أعمى إلا أنه أبدى إعجابه ببنية وموهبة كريس في التصوير.

ومنذ ذلك اللقاء بدأت الأحداث تتوالى وتنكشف واحد تلو الآخر، وأول ما تم كشفه من بين الأحداث هو أن كريس علم أن روز كانت تخدعه في الحقيقة، حيث أنه لم يكن أول شخص من ذوي البشرة السمراء تربطها به علاقة، إذ شاهد في غرفتها مجموعة هائلة من الصور التي تجمعها مع أشخاص من أصحاب البشرة السمراء آخرون غيره، وعلى إثر ذلك حاول المغادرة من ذلك المكان، ولكن على الفور قام جيمي بمنعه، كما قامت السيدة ميسي بتنويمه مغناطيسيًا فوراً، وأول ما استيقظ كريس وجد نفسه مقيدًا بعدد من الحبال على أحد الكراسي بشكل محكم للغاية، وقد وجد أنه أنزلوه إلى الطابق السفلي وفي لحظة ما أصيب بالذعر فقد حدثت له أبشع قصة في حياته.

حيث أن أفراد العائلة أخبروه بأنهم منذ فترة طويلة يقومون بزراعة أدمغة ذوي البشرة البيضاء في أجساد أصحاب البشرة السمراء، وحينها أشار السيد هدسون إلى السيدة ميسي بأنه يريد جسد كريس؛ وذلك من أجل أن يكتسب مهاراته في التصوير، حينها بدأ كريس يشعر بأن عقله غارق في مكان ما سحيق للغاية فهو شبه نائم وليس بمقدوره فعل أي شيء.

في تلك اللحظة شعر أحد الأصدقاء كريس والذي يدعى رود باختفائه، ومن هنا قام بالبحث عنه في العديد من الأماكن، وأول ما فكر به بعد ذلك هو الاتصال مع روز كونها تعرف كافة تحركاته، ولكنه تفاجأ بأنها أخبرته أنه كان برفقتها منذ وقت لا بأس به وغادر من عندها، وفي تلك الأثناء بدأت الشكوك تدور في ذهنه حول وجود مؤامرة ضد صديقه، وأكثر ما زاد من شكوكه هو أن روز أخبرته أنه حاول الاعتداء عليها، فهو على معرفة تامة بأن صديقه لا يمكن أن يقوم بمثل تلك التصرفات.

بينما كريس فقد تمكن من التغلب على عملية التنويم المغناطيسي وعلى الفور تمكن من ضرب كل من السيدة ميسي وزوجها ثم همّ بالفرار، وفي تلك اللحظة طارده جيمي وحاول اطلاق النار عليه، ولكنه تمكن من الفرار منه كذلك، ولكن لم تتركه روز وشأنه، بل أخذت بمطاردته وملاحقته، ولكن كان هو أول من أمسك بها حاول خنقها وفي تلك اللحظة ظهر صديقه رود ونشله من بين أنياب تلك العائلة الملعونة والتي تسببت في تحويل أجساد الزنوج إلى مسخ غريب لا علاقة له بالأجساد التي يسكنها.

المصدر: كتاب من روائع الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: