قصة قصيدة أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت

اقرأ في هذا المقال


عندما يقترب أجل الإنسان فإنه يشعر بذلك، ومن ذلك ما حصل مع الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، عندما خرج إلى الحج في سنة من السنين، وهو يشعر بأن هذا الحج هو آخر حج له، فأوصى ابنه قبل أن يخرج.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الثقة من وفاة أبي جعفر المنصور.

قصة قصيدة أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت

أما عن مناسبة قصيدة “أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت” فيروى بأن أبو الجعفر المنصور قرر في سنة من السنين أن يحج، فدعا ابنه المهدي إلى مجلسه، وأوصاه بنفسه وفي أهله، وبسائر أهل الدولة، وعلمه كيف يقوم بالأشياء وكيف يسد الثغور، ومنعه من أن يقوم بأخذ شيء من بيت مال المسلمين إلا في حال تأكد من وفاته، وكان في بيت مال المسلمين ما يكفي من المال لكي يسد حاجة أهل الدولة عشر سنين، وأوصاه أن يدفع ما عليه من دين وهو ثلاثمائة ألف دينار، فامتثل ابنه لكل ما أوصاه به أبيه.

وخرج أبو جعفر إلى الحج من بغداد، وقبل أن يخرج قال لابنه: يا بني، إني قد ولدت في هذا الشهر، ومكتوب علي أن أموت في هذا الشهر، وهذا الذي دفعني أن أخرج إلى الحج في هذا العام، وسار إلى مكة المكرمة، وبينما هو في الطريق إلى هنالك مرض، وعندما دخل إلى مكة المكرمة كان مرضه قد اشتد، وعندما دخل إلى منزله فيها، وجد مكتوبًا على الحائط في صدر ذلك المنزل أبياتًا من الشعر مكتوب فيها:

أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت
سنوك وأمر الله لابد واقع

يخبر الشاعر أبو جعفر المنصور بأن عمره قد انتهى، وبأن وفاته قد حانت، وأن أمر الله لا بد ان يقع.

أبا جعفر هل كاهن أو منجم
لك اليوم من كرب المنية مانع

فقام بدعوة غلمانه لكي يقرأوا ما قرأ، فنظروا إلى الحائط ولكنهم لم يروا شيئًا، فعلم أن أجله قد حان، وفي تلك الليلة سمع أحدًا ينشده في المنام، قائلًا:

أما ورب السكون والحرك
إن المنايا كثيرة الشرك

عليك يا نفس إن أسأت وإن
أحسنت يا نفس كان ذاك لك

ما اختلف الليل والنهار ولا
دارت نجوم السماء في الفلك

إلا بنقل السلطان عن ملك
إذا انقضى ملكه إلى ملك

حتى يصيرانه إلى ملك
ما عز سلطانه بمشترك

ذاك بديع السماء والأرض والمرسي
لجبال المسخر الفلك

وعندما استيقظ من النوم قال: هذا أوان حضور أجلي وانقضاء عمري.

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج أبو جعفر المنصور إلى الحج، وكان يشعر بأنه مفارق، فأوصى ابنه المهدي، وخرج إلى مكة، وبينما هو في الطريق مرض، وعندما دخلها اشتد مرضه، ورأى أبياتًا من الشعر تخبره بأن أجله قد أتى.

المصدر: كتاب "تاريخ الرسل والملوك" تأليف الطبريكتاب "حياة الحيوان الكبرى" تأليف الدَّمِيريكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: