قصة قصيدة أخوك الذي إن أحوجتك ملمة

اقرأ في هذا المقال


حدث الرسول صل الله عليه وسلم عن الخوارج، وأخبر بأمرهم، وهم الذين خرجوا من جيش الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واليوم نقص عليكم قصتهم.

من هو المرقش الأصغر؟

هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل نجد.

قصة قصيدة أخوك الذي إن أحوجتك ملمة

أما عن مناسبة قصيدة “أخوك الذي إن أحوجتك ملمة” فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان خرج مع أصحابه إلى دمشق، وعاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكوفة هو ومن معه من أصحابه، وعاد إليها من طريق يقال لها طريق هيت، وعندما اقرب علي من دخول الكوفة سمع أحد الرجال ينشد قائلًا: خرج علي من الكوفة، وعندما عاد، عاد من دون شيء، فقال علي بن أبي طالب: إن الذين فارقناهم خير من هؤلاء، ومن ثم أنشد متمثلًا بشعر المرقش الأصغر قائلًا:

فمن يَلْقَ خَيْراً يَحْمَدِ النَّاسَ أَمْرَهُ
ومن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائِما

أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَجْذِمُ كفَّهُ
ويَجْشَمُ مِنْ لَوْمِ الصَّدِيقِ المَجاشِما

أَمِنْ حُلُمٍ أَصْبَحْتَ تَنْكُتُ واجِما
وقَد تَعتَرِي الأَحلامُ مَنْ كانَ نائِما

حتى وصل إلى قوله:

أخوك الذي إنْ أَحْوَجَتْكَ مُلِمَّةٌ
مِنَ الدَّهْرِ لم يَبْرَحْ لها الدَّهْر واجما

وليس أَخوك بالذي إنْ تَشَعَّبَتْ
عليكَ أمورٌ ظلّ يلحاك دائما

يقول الشاعر بأن الأخ الحق هو من يكون معك إن أصابتك مصيبة، وكنت بشدة من أمرك، وليس من يلومك إن أصابتك شدة.

ومن ثم مضى صوب الكوفة، وأخذ يذكر الله حتى وصل إلى قصر الإمارة في الكوفة، وكان عندما اقترب من دخول الكوفة، اعتزل من جيشه ما يقرب الاثنا عشر ألف جندي، وسموا هؤلاء الجنود بالخوارج، ورفضوا أن يعيشوا معه في الكوفة، واستقروا في مكان يقال له حروراء، وأنكروا عليه أشياء زعموا عليه أنه قد عملها.

فقام الخليفة علي بإرسال عبد الله بن عباس إليهم، فرجع منهم عدد كبير، وبقي منهم جماعة، فقاتلهم الخليفة ومن معه.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن عاد علي بن أبي طالب إلى الكوفة، اعتزله عدد من جنوده، وعاد بعضهم، ولكن جماعة منهم أصرت على اعتزاله، فخرج إليهم وقاتلهم، وهم الذين يعرفون بالخوارج.

المصدر: كتاب "عيون الأخبار" تأليف أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: