قصة قصيدة تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر الخليفة المعتضد عندما اقتربت وفاته.

قصة قصيدة تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى

أما عن مناسبة قصيدة “تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى” للخليفة المعتضد فيروى بأن مدة خلافة الخليفة المعتضد كانت تسع سنين، وكان قد أتاه من الأبناء علي المكتفي وجعفر المقتدر وهارون، ومن البنات إحدى عشر بنتًا، ويقال سبع عشرة بنتًا، وكان قد ترك في بيت مال الخلافة سبعة عشر ألف ألف دينار، فقد كان يمسك عن صرف الأموال، إلا إن اضطر لذلك، وبسبب ذلك فقد دعاه بعض الناس بالبخل.

وعندما اشتد مرضه بالله قام بجمع كبار الأمراء، واستشارهم في أمر الخلافة من بعده، فأشاروا عليه جميعهم أن يجمع الناس لكي يقوموا بتجديد البيعة لابنه علي المكتفي بالله، ففعل كما أشاروا عليه، وتأكدت البيعة لابنه المكتفي بالله، وكان في ذلك خيرًا كثيرًا.

وحين حضرته الوفاة أخذ ينشد قائلًا:

تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى
وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا

يقول المعتضد بالله في هذا البيت بأن عليك أن تتمتع بالدنيا فإنك ميت لا محالة، وخذ من الدنيا الصفو، واترك الهم.

ولا تأمنن الدهر إني ائتمنته
فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا

قتلت صناديد الرجال فلم أدع
عدوا ولم أمهل على خلق خلقا

وأخليت دار الملك من كل نازع
فشردتهم غربا ومزقتهم شرقا

فلما بلغت النجم عزا ورفعة
وصارت رقاب الخلق لي أجمع رقا

رماني الردى سهما فأخمد جمرتي
فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ألقى

ولم يغن عني ما جمعت ولم أجد
لدى ملك إلا حباني حبها رفقا

وأفسدت دنياي وديني سفاهة
فمن ذا الذي مثلي بمصرعه أشقا

فياليت شعري بعد موتي هل أصر
إلى رحمة الله أم في ناره ألقى

المصدر: كتاب "سير أعلام النبلاء" تأليف شمس الدين الذهبيكتاب "نهاية الأرب في فنون الأدب" تأليف شهاب الدين النويريكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثيركتاب "تاريخ الخلفاء" تأليف جلال الدين السيوطي


شارك المقالة: