قصة قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

اقرأ في هذا المقال


لا يوجد في هذه الدنيا أغلى من الأب، فلا يستطيع عقل أن يصدق بأن هنالك من يعق أباه، ولكن عقوق الوالدين موجود منذ العصور القديمة حتى أيامنا هذه، ومن ذلك ما حصل مع شاعرنا أمية بن أبي الصلت الذي كان له ولد عاق، كان يسيء معاملته.

من هو أمية بن أبي الصلت؟

هو أبو الحكم أمية بن أبي الصلت الثقفي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، ولد في الطائف وتوفي فيها، واشتهر بالحنيفية والتوحيد، وكان يدعو لنبذ الأصنام.

قصة قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

أما عن مناسبة قصيدة “غذوتك مولودا وعلتك يافعا” فيروى بأن كان لأمية بن أبي الصلت ابن عاق، وكان أمية حزين على طريقة معاملة ابنه له، فأنشد في ذلك أبياتًا من الشعر وعيونه تدمع، حيث قال:

غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ

يذكر الشاعر في هذا البيت ما كان يفعله لابنه وهو صغير، ويقول له بأنه هو الذي كان يؤمن له قوته، وهو الذي كفله وقام به عندما أصبح شابًا، وهو الذي أسبغ عليه من نعمه الكثير والقليل.

إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم
أَبِت لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ

يستمر الشاعر في هذا البيت بذكر ما فعل لابنه وهو غلام ويقول له بأنه كان إن أصابه مرض يمنعه من النوم بقي مستيقظًا بجانبه، وهو يتقلب كأن تحته جمرًا.

كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي
طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ

تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني
لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ

فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي
إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ

جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً
كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ

يعاتب الشاعر ابنه ويقول له بأنه عندما كبر في العمر قابله بما يكره، كأنه هو من أنعم عليه.

فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي
فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ

زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني
لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ

وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ
وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ

تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها
هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان لأمية بن أبي الصلت ابن عاق، وكان يسيء معاملته، وكان أمية حزين بسبب ذلك، فكتب في ذلك قصيدة وعيونه تبكي.

المصدر: كتاب "ديوان أمية بن أبي الصلت" دراسة وتحقيق الدكتور عبد الحفيظ السطليكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "شرح الشّواهد الشعريّة في أمّات الكتب النحويّة" تأليف محمّد محمّد حسن شرّاب


شارك المقالة: