قصة قصيدة فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها

أمّا عن مناسبة قصيدة “فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها” فيروى بأنه عندما قام أبو سلمة بقتل إبراهيم الإمام، خاف من أن ينتفض عليه أخوه أبو العباس السفاح، وأن يفسد عليه ما هو فيه، فقام ببعث محمد بن عبد الرحمن بن أسلم، وكان جده هو مولى لرسول الله صل الله عليه وسلم، وبعث معه بكتابين، وكان الكتابين على نفس النسخة، وبعث بأحدهما إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد بن الحسين، والآخر إلى أبي محمد عبد الله بن الحسن بن الحسين، أحفاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وبعث لهما بأن يأتيانه على وجه السرعة، وأمر محمد بن عبد الرحمن بأن يتعجل على الطريق.

وعندما وصل محمد بن عبد الرحمن إلى المدينة المنورة، توجه إلى بيت جعفر بن محمد، وكان ذلك في الليل، ودخل إليه، وأخبره بأن أبو سلمة بعث معه بكتاب إليه، وأعطاه الكتاب، فقال له جعفر بن محمد: ومالي أنا وأبو سلمة، وهو من شيعة غيري، فقال له محمد: إنما أنا رسول إليك، فاقرأ الكتاب، وأجب بما تراه مناسبًا، فأمر جعفر أهل بيته أن يحضروا له سراجًا، وعندما أتوا به، أمسك بالكتاب وأحرقه على السراج، وقال لمحمد: أخبره بما رأيت مني، ثم أنشد أبياتًا من قصيدة للكميت بن زيد، قائلًا:

فَيَا مُوقداً نَاراً لغَيرِكَ ضَوءُها
وَيَا حَاطِباً في غيرِ حَبلِكَ تَحطِبُ

ألم تَرَنِي من حُبِّ آلِ محمدٍ
أروحُ وأَغدُوا خَائِفاً أتَرقّبُ

كأنّي جانٍ مُحدِثٌ وكأنَّما
بِهِم يُتّقَى من خَشيَةِ العُرّ أجرَبُ

عَلَى أيّ جُرمٍ أَم بأيَّةِ سِيرَةٍ
أُعَنَّفُ في تَقرِيظِهِم وَأُؤنَّبُ

أُناس بِهِم عَزَّت قُرَيشٌ فأصبَحُوا
وفيهِم خِبَاءُ المَكرُمَاتِ المُطَنَّبُ

فخرج محمد بن عبد الرحمن من بيته، وتوجه إلى عبد الله بن حسن، وأعطاه كتاب أبي سلمة، فقرأه وفرح به، وفي اليوم التالي توجه عبد الله بن حسن إلى بيت جعفر بن محمد، وأخبره بخبر الكتاب من أبي سلمة، فأنكر عليه جعفر الصادق ذلك، وأخذ الاثنان يتجادلان، حتى قال عبد الله بن الحسن لجعفر بأنه يحسد أبا سلمة على ما هو فيه، فأخبره جعفر بأنه قد أحرق بكتابه قبل أن يرى ما فيه، ولم يخرج رسوله من المدينة حتى بويع أبو العباس السفاح بالخلافة.

نبذة عن الكميت بن زيد

هو الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن ذؤيبة بن قيس بن عمرو بن سبيع بن مالك، من أشهر شعراء العصر الأموي.

المصدر: كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: