قصة قصيدة هل حبل خولة بعد الهجر موصول

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هل حبل خولة بعد الهجر موصول

والسبب من كتابة قصة القصيدة، لكي يتمكن القارئ من معرفة الحالة التي عاشها الشاعر في العصر الخلفاء الراشدين وترسيخ القيمة الجمالية لدى القارئ، واسرد أحداث هذه القصيدة على شكل قصة لكي تصل معانيها كما أرادها الشاعر، وهذه القصيدة من قصائد الشاعر عبدة بن يزيد.

أما عن مناسبة قصيدة “هل حبل خولة بعد الهجر موصول” فيروى بأن عبدة بن يزيد قد ولد في العصر الجاهلي، وكان أسود اللون، وعاش حياة اللصوص، وكان محتالًا كاذبًا، وكان يفعل ما يفعلون، ولكن وعند مجيء الإسلام، أسلم وحسن إسلامه، وشارك في حروب الفتح الإسلامي، كما أنه قد أبلى فيها البلاء الحسن، كما أنه شارك في فتح بابل، ومعركة القادسية، وشهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز، كما أنه كان في جيش النعمان بن مقرن الذي قاتل الفرس في المدائن في العام الخامس عشر والعام السادس عشر للهجرة، وقد أنشد في خبر قتاله الفرس في المدائن قصيدة قال فيها:

هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ

حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً
أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ

يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً
مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ

يذكر الشاعر في هذا البيت جهاد المسلمين ضد الفرس، وهم يقاتلونهم بالسيوف، ويقطعون بها رؤوسهم البارزة، على الرغم من أنهم لم يكونوا عزلًا، وأنهم كانوا ثابتون عل ظهر أحصنتهم.

فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها
رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ

رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت
يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ

وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها
وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ

إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً
بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ

فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ
إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ

بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت
مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ

كما أنه قد أنشد مفتخرًا بنفسه:

أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ

فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً
تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ

ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم
وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ

وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ
عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ

وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ
يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ

وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم
ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ

أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ
يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ
إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ

نبذة عن عبدة بن يزيد

الطبيب يزيد بن عمرو بن علي بن أنس بن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، شاعر فحل من شعراء وفرسان العصر الجاهلي، وهو من مخضرمي الجاهلية والإسلام،  أدرك الإسلام، وأسلم وحسن إسلامه، شارك في حروب الفتح الإسلامي، وله فيها آثار مشهودة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: