قصة قصيدة يا حمل بن مالك بن أهبان

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أكثم بن صيفي:

هو أكثم بن صيفي بن رباح الأسيدي العمروي التميمي، واحد من أبرز الحكام في الجاهلية، وهو حكيم من حكماء العرب، وأحد المعمرين، كان فارسًا شجاعًا، وشريفًا حكيمًا، شارك في العديد من المعارك والحروب مع قومه، كان كل العرب يتقاضون عنده، كني بأبي أحفاده نسبة إلى طول عمره، فهو من قال:

وإن امراً عاش تسعين حجةً
إلى مائةٍ لم يسأم العيش جاهل

أتت مائتان غير عشر وفاتها
ذلك من مر الليالي قلائل

وتوفي في عام ستمائة وثلاثون ميلادي، في إحدى الصحاري وهو في طريقه إلى مكة المكرمة.

قصة قصيدة يا حمل بن مالك بن أهبان:

أما عن مناسبة قصيدة “يا حمل بن مالك بن أهبان”، فيروى بأنه قد دارت العديد من الحروب بين العرب والفرس، وفي واحدة من هذه الحروب الكثيرة، قام الفرس بالتقليل من شأن العرب وجيوشهم، فاجتمعت قبائل العرب وقرروا أن يقوموا ببعث وفد منهم إلى ملك الفرس كسرى، وقرروا بأن يكون على رأس هذه الوفود أكثم بن صيفي التميمي، وكان هذا القرار نابعًا من الملك النعمان بن منذر، حيث كان يعرفه بسبب شعر أنشده فيه، حيث قال:

يا حمل بن مالك بن أهبان
هل تبلغن ما اقول النعمان

إن الطعام كان عيش الانسان
اهلكتني بالحبس بعد الحرمان

من بين عار وجائع وعطشان
وذاك من شر حياء الضيفان

وعندما وصل الوفد إلى ملك الفرس ودخلوا عليه، ووقفوا أمامه تقدم أكثم التميمي، وبدأ يتكلم قائلًا: إن أحسن الأشياء أعاليها، وإن أحسن الملوك أكثرهم نفعًا، وأحسن الأوقات أخصبها، وأحسن الناس أصدقهم، إن الصدق ينجي صاحبه، والكذب يهوي به، وإن العجز مفتاح الفقر، وأفضل الأمور الصبر، إن إصلاح أمور الناس أفضل من إصلاح فساد راعيهم، من فسد داخله كان كمن غص بعد أن شرب الماء، إن أسوأ البلاد لهي البلاد التي لا ملك عندها، وأسوأ الملوك من خافه شعبه، خير الأعوان من نصح ملكه.

وعندما سمع كسرى ما قال أكثم، قال له: ويحك، ما أحكمك وما أحسن كلامك، لو لم يكن عند العرب أحد سواك لكفيتهم.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب " أكثم بن صيفي البليغ البلاغي حر " تأليف محمد بدري عبد الجليلكتاب " أمثال أكثم بن صيفي التميمي " تأليف محمد أحمد معبر


شارك المقالة: