مرَّ فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي بالكثير من المراحل عبر العصور والأزمنة القديمة إلى أن وصل إلى وقتنا الحاضر، حيث أنَّ علم الإلقاء من العلوم العريقة التي لها الدور الكبير على توصيل المعلومات والبيانات إلى المستقبلين للرسائل الإعلامية والإعلانية المختلفة والمتنوعة، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي قديماً.
ما هو فن الإلقاء قديماً
فن الإلقاء هو عبارة عن مجموعة من الكلمات المنثورة التي يتكلم بها المتكلم يخاطب بها جمعاً من المتلقين والمستمعين؛ وهذا بهدف العمل على إقناعهم والتأثير بهم، حيث أن العلماء قد قالوا أنَّ الإلقاء عبارة عن المحاولة استمالة الجمهور والتأثير عليهم فهو يرتكز على مجموعة من القواعد والقوانين والأصول والأساليب والمفاهيم، ولهذا لا بد للشخص الملقى للرسالة الإعلامية أن يتعلمها.
كما وأنَّه يتم توصيل المعلومات إلى الجمهور المتلقي بشكل مباشر دون وسيلة أو واسطة، و في الأصل في علم فن الإلقاء هو الارتجال مع الأعداد المسبق والاستعداد بشكل مسبق أيضاً.
وأمَّا عن كلمة التأثير في التعريف السابق الموجودة فإنها يقصد بها الإقناع الذي هو الهدف من عملية الإلقاء ولهذا فإنه على الملقى للرسالة الإعلامية أن يكون وقادر على استعمال الأشخاص وكذلك معرفة الطريقة التي يتم من خلالها توجيه عواطف ومشاعر المتلقين والتأثير عليها وأن هذا الأمر يعتبر أساس في غاية الأهمية من أسس فن الإلقاء الإعلامي بشكل عام.
أول كتاب متخصص في علم فن الإلقاء الإعلامي بشكل عام قد تم تأليفه وهذا من قبل العالم أرسطو حيث كان اسم الكتاب هو( كتاب الخطابة)، حيث أن الخطيب والملقي مثلاً إذا أراد أن يخطب بالناس وينقل إليهم رسالة على قدميه في العراء فإنه يقف على منطقة مرتفعة من الأرض، أو أن يصعد إلى راحلته ويخطب عليها.
والمقصود من هذا الأمر أنه على الملقي الإعلامي إذا أراد أن يُخاطب المستمعين والجمهور جميعاً أن يعتمد في ذلك على موضوع عنصر الارتجال وتحدي المستمعين بشكل عام، هذا الأمر على عملية الإلقاء إلى جانب اختيار الألفاظ المؤثرة، وكذلك استحضار الصور والتشبيهات ذات الطابع البلاغي والبياني، واشهر الخطباء في الجاهلية كان قِس بن ساعده الإيادي.
إذا يتضح مما سبق ذكره آنفا أن فن الإلقاء هو فن قائم بحد ذاته متواجد منذ عصور الجاهلية الزمن السابق.