أسعار النفط العالمية هي أحد المؤشرات التي تدل على التغيرات الاقتصادية الكبيرة المتوقعة الحدوث، والتي غالباً ما تؤثر بالعديد من العوامل الاقتصادية باختلاف أنواعها.
أثر ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد الصناعي
يُعتقد عموماً أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى زيادة التضخم وتقليل النمو الاقتصادي في جميع دول العالم. فمن حيث التضخم، تؤثر أسعار النفط بشكل مباشر على أسعار السلع المصنوعة من المنتجات البترولية والنفطية وكما ذكر أعلاه، فإن أسعار النفط أو ارتفاع أسعار النفط يؤثر بشكل غير مباشر على جميع التكاليف الخاصة بتصنيع المنتجات التي تدخل فيها المواد النفطية مثل النقل والتصنيع والتدفئة، فعادةً ما نستخدم المواد النفطية في سيارات وشاحنات النقل، وبالتالي ترتفع أسعار النقل وكذلك نستخدمها لتشغيل بعض الأجهزة، وتستخدم أيضاً في مجالات التدفئة، حيث إن جميع الأسعار سترتفع والتكاليف سوف تزيد.
وعادةً ما تتأثر أسعار النفط بشدة بالتوقعات الاقتصادية العالمية، وبالتغيرات في العرض والطلب والتوترات السياسية، والتي بدورها تسبب تقلبات في الأسعار بشكل عام. ويمكن للتحول المنظم للطاقة أن يحمي من ارتفاع أسعار النفط ويقلل من التغيرات الكبيرة فيه، ففي عام 2020 خلال فترة ظهور وباء كورونا انخفض الطلب على النفط؛ حيث أدت عمليات الإغلاق إلى انخفاض السعر إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ بسبب التراجع الكبير في النشاط الاقتصادي.
بشكل عام يمثل النفط ما يقارب من 3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي وهو أحد أهم المؤشرات الاقتصادية في العالم، ويمكن العثور على المنتجات البترولية في كل شيء من معدات الحماية الشخصية والبلاستيك والمواد الكيميائية والأسمدة إلى الأسبرين والملابس ووقود النقل وحتى الألواح الشمسية.
وقد تؤدي الحركة العالمية نحو الاستدامة في النهاية إلى تغيير مرونة السعر المنخفضة للطلب على النفط. وفيما يخص تأثير ارتفاع أسعار النفط على القطاع الصناعي فعادةً ما يتأثر القطاع الصناعي بارتفاع أسعار النفط، فكما ذكرنا إن جميع المنتجات سوف ترتفع، وفي هذا الحال ربما يقل الطلب على المنتجات ذات السعر المرتفع، وبالتالي نقل الكمية المنتجة من هذه المواد تجنباً لعدم كساد هذه المنتجات ولعدم تكبد الخسائر.