تاريخ نشأة العملات

جميعنا نتعامل بالعملات ولا بد أنه خطر في بالنا متى تم اكتشاف العملات ومتى تم التعامل فيها، تشير الدراسات إلى أن أصل العملات يعود إلى العصر الحجري القديم العلوي، ذلك عندما كان مجموعة من الصيادين يتاجرون للحصول على الأسلحة في ذلك الوقت.

المقايضة: هي أصل التعامل التجاري قبل ظهور العملات:

كان الناس قبل ظهور النقود يتعاملون بأسلوب المقايضة، وكان أسلوب المقايضة يتم عن طريق تبادل الخدمات والسلع بين طرفين كلاً حسب سلعته وحاجته، فمثلاً من كان لديه قمح ويحتاج إلى الحليب يتم تبديل القمح بالحليب وهكذا، حيث لم بكن وجود للنقود بعد، وكانوا يستخدمون البقر وأصداف اللؤلؤ والحديد الخام والفخار كأسلوب للتجارة، ولكن هذا الأسلوب لم يكن مريحاً ومجدياً للبعض، فأحياناً البائع لا يجد حاجته عند المشتري والعكس صحيح، فيضطر إلى إلى المبادلة حتى يجد حاجته.

الذهب والفضة:

توجه الناس إلى الذهب والفضة كوسيلة للتبادل للتجاري بدلاً من أسلوب المقايضة، وذلك ليقمتها في صنع الحلي والمجوهرات، ففي البدائيات كان يتم تبادل الذهب والفضة على شكل قطع مختلفة الشكل، وكان يتم التعامل على أساس الوزن، وبعد ذلك بدأت الدول بسبك الذهب والفضة بأشكال وأوزان متساوية، ولقي هذا الأسلوب إقبالاً كبيراً، ولكن سيئاته أنه كان سهل السرقة، وذلك كان مشكلة كبيرة بالنسبة إلى الأغنياء الذي كانوا يتعرضون للسرقة، ممّا اضطرهم لحفظها في مراكز فيها خزائن محمية ضد السرقة، مقابل وصل مالي لحفظ حقوقهم، ومن ذلك الوقت بدأ الناس يستخدمون الإصلات بدلاً من الذهب.

العملات المعدنية:

ظهرت أول عملات معدنية في اليونان القديمة في القرن الثامن قبل الميلاد، فكانوا هم أول من صمم العملات الذهبية والفضية، فكانت تقوم بسك العملات من الذهب والفضة بشكل ووزن متساوين، وكانت تقوم بسك عملاتها من البرونز أيضاً، وقامت الصين بسك العملات في القرن الثالث قبل الميلاد.

العملات الورقية:

ظهرت العملات الورقية نتيجة المشاكل التي كان يتعرض لها الناس نتيجة مشاكل تكلفة التخزين، وصعوبة نقل المواد السلعية مثل الذهب والفضة، التي يستخدمونها في التبادل السلعي، ومن هنا جاءت فكرة ابتكار العملات الورقية، لتكون بمثابة وعد من الجهة المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية، وأصبحت النقود تستمد قيمتها من الحكومة.
وكانت الصين هي أول من قامت بطباعة العملات الورقية وذلك في عام 618 ميلادي، وظهرت حاجتهم للعملات الورقية نتيجة المشاكل التي كانوا يتعرضون لها التجار، عندما كانوا يسافرون من مكان إلى آخر، فيجدون صعوبة في حملها لثقل وزنها وكانت عرضه للضياع والسرقة، حيث أنها كانت ذات قيمة كبيرة وكان معظمها من الذهب والفضة، فابتكروا وقتها الوثائق الخطية، كبديل للعملات المعدنية، وتم اعتماد فيما بعد الوثائق الخطية كوسيلة للتبادل بين البائع والمشتري، وكان أول تتداول للنقود في أوروبا في القرن الرابع عشر ميلادي، وأخذت قيمتها بشكل قوي في القرن السابع عشر ميلادي.