كيف تم التحقق التجريبي من النسبية العامة؟
قام العالم آينشتاين بالعمل على إحلال وجهة نظر نيوتن الميكانيكية التي تخص الفضاء والزمان والجاذبية أيضاً من خلال وصف هندسي ديناميكي كان يتضمن الزمان المحدب، وقام آينشتاين أيضاً بعزل الجاذبية بنسيج أساسي للعالم وبدلاً من أن يفرض هذه الجاذبية كبنية إضافية فقد عمل على أن يجعلها جزء من العالم وأن تكون ذات أكثر المستويات الأساسية أهمية، وعندما تم بعث الحياة في الفضاء والزمان نتج عن ذلك القدرة على أن التحدب والاعوجاج والتموج لتلك المستويات، وذلك ما نشير إليه بشكل عام باسم الجاذبية.
وإذا وضعنا الجمال جانباً فإن الإختبار التجريبي الأخير لنظرية فيزيائية سيكون قدرتها على توضيح الظواهر الفيزيائية والمقدرة على التنبؤ بها بشكل دقيق، كما أن نظرية نيوتن للجاذبية قد نجحت في هذا الاختبار التجريبي وحققت نجاحاً كبيراً عندما ظهرت في نهاية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين، وسواء تم تطبيقها على الكرات المطلقة في الهواء أو على الأجسام التي تسقط من الأبراج المائلة أو المذنبات التي تلتف في دوامات حول الشمس أو دوران الكواكب داخل مداراتها الشمسية، فقد قدمت نظريات نيوتن تفسيرات ذات دقة عالية جداً لكل هذه الملاحظات.
بالإضافة إلى أن نظريات نيوتن تنبأت بأمور تحققت كثيرا جداً وفي الكثير من المواقف، أما السبب في التسائل عن هذه النظرية الناجحة تجريبياً فيعود إلى آلية الانتقال لقوة الجاذبية تلك التي تتعارض مع النسبية الخاصة، وعلى الرغم من أن النسبية الخاصة تعتبر محور للفهم الرئيسي للفضاء والزمان والحركة إلا أنه ضئيل في عالم السرعات البطيئة ذلك الذي نعيش فيه بشكل عام، لذلك فإن الحيود التي تكون بين الجاذبية وبين النسبية العامة لآينشتاين تتماثل مع النسبية الخاصة كما أن نظرية نيوتن للجاذبية صغير جداً في أغلب المواقف العامة حيث يعتبر هذا أمر جيد وسيء في ذات الوقت.
حيث يعتبر ذلك جيداً لأن أي نظرية من الممكن أن نتوهم أنها ستحل مكان نظرية نيوتن للجاذبية فمن الأفضل لها أن تكون قد نجحت في ما تم تأكيده بشكل تجريبي على نظرية نيوتن، لكنه يعتبر سيء لانه يعمل على تصعيب أمر الحكم بين النظريتين تجريبيا، جيث أن الحكم ين نظريتي نيوتن وآينشتاين تحتاج إلى أجهزة دقيقة جداً.