ما هو تفسير ظاهرة المد والجزر؟
تعتبر ظاهرة المد والجزر من الظواهر الطبيعية التي ترتبط بارتفاع وانخفاض مستوى مياه البحار والمحيطات بسبب تراجع وتقدم المياه، كما أن العلماء قد أدركوا بأن تلك الظاهرة ترتبط ارتباط قوي مع تأثير جاذبية النظام الشمسي بشكل عام وترتبط هذه الظاهرة مع الشمس والقمر على الأرض بشكل خاص.
حيث ظهر في القرن العشرين نظرية وضعها العالم هارولد جيفري والعالم جون جينز، وأشاروا في النظرية إلى تأثير النظام الشمسي في توليد قوى تؤثر على كوكب الأرض وتتسبب في عمليات المد والجزر.
لكن أليس من الغريب أن هذا الكلام (تفسيرات المد والجزر) هو نفسه تقريباً الذي سبق وذكره العالم المسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر، وذلك كان عندما تحدث عن ظاهرة المد والجزر وقام بتعريف هذه الظاهرة تعريفاً علمياً، حيث قال أن الد هو مض الماء والجزر هو رجوع الماء، وتعريف المسعودي للمد يعني ارتفاع الماء ارتفاع ملحوظ يتسبب في تقدمه للأمام ليغمر اليابسة، أما الجزر فهو عبارة عن تراجع البحر إلى الوراء مما يتسبب في انكماش اليابسة التي كان يغمرها.
ويعد تعريف المسعودي تعريفاً علمياً لا يختلف كثيراً عن التعريف الذي أشار إليه العلماء من بعد ذلك بعدة قرون عن ظاهرة المد والجزر، كما أن العلماء تحدثوا عن أثر جاذبية المجموعة الشمسية وعلى رأسها الشمس والقمر وأشار المسعودي أيضاً اليها في كتابه، وهذه الملاحظة لها قيمة كبيرة بسبب الدور الذي يقوم به القمر في عملية المد، حيث أشار المسعودي إلى دور القمر المهم في عملية المد.
لكن المسعودي أشار أيضاً إلى أن القمر ليس هو وحدة الذي يؤثر في عملية المد والجزر أي أن الشمسوالكواكب في المجموعة الشمسية لها دور كبير في هذه الظاهرة، ومن الملاحظات التي تدل على اكتشاف المسعودي بوجود علاقة بين الأجرام السماوية وبين ظاهرة المد والجزر وجود ظاهرة تمدد الأجسام بالحرارة وانكماشها بالبرودة ودور هذه الظاهرة في عملية المد والجزر.
كما أن علماء الغرب قاموا بتأكيد ظاهرة تمدد الأجسام من خلال التجارب العلمية منذ القرن الثامن عشر على يد العالم بويل، وفي الحقيقة إن المسعودي هو من اكتشف هذه الظاهرة قبل بويل حيث أنه أشار إلى ازدياد حجم بخار الماء (الغازات) تحت تأثير الضغط والحرارة هذا ما يعرف بظاهرة تمدد الأجسام بالحرارة وانكماشها بالبرودة.