مفهوم التربة الخصبة
التربة الخصبة: هي تربةٌ صالحةٌ للزراعةِ، تنمو فيها النباتات نموّاً سليماً، كما تدلُّ التربة الخصبة على مدى الإنتاج النباتيّ الذي يُمكن أن توفّرهُ التربة تحت ظروف إنتاجيّة مُحدّدة، حيث تتميَّز التربة الخصبة بدرجة حموضة مُعتدلة، ومن المُمكن إضافة مواد كيمائيّة مُحدَّدة للحصول على درجة حموضة مُناسبة للنباتات.
كما يُمكن تعريف التربة الخصبة على أنّها قدرة التربة وقابليّتها على تزويد النباتات والمحاصيل الزراعيّة وكل ما تحتاج إليّه من عناصر ومُغذّيات ضروريّة لإكمال نموّها وتكاثرها وقدرتها على العطاء.
هذا وقد تحتوي التربة الخصبة على عدد من العناصر من المواد العضويّة المُهمَّة لبنية التربة وقوامها وتماسُّكها، حيث تُحافظ هذه المواد على رطوبة التربة والمُغذّيات الموجودة بداخلها، ومن المُمكن الحصول على مثل هذه المُغذّيات من خلال استخدام الأسمدة الزراعيّة التي تتوفر في التربة.
يُعتبر الحفاظ على خصوبة التربة وتحسينُها شرطاً أساسيّاً وهامّاً من أجل الحصول على منتوجات زراعيّة سليمة ومُستدامة، كما أنّ خصوبة التربة لا تعني بالضرورة أنّها تربة مُنتجة للنباتات، حيث أنّ هناك العديد من الأراضي الخصبة لا تُنتج نباتات؛ نظراً لعدم ريّها بالمياه الصالحة وإنّما يتمّ تزويدها بمياه مالحة.
يمكن الكشف عن خصوبة التربة من خلال عدَّة إجراءات نذكر منها: مثلاً أخذ عيّنة من التربة وإخضاعها لعدَّة تحاليل وفحوصات؛ وذلك من أجل تحديد ومعرفة مدى توافر العناصر الغذائيّة المُختلفة فيها خاصةً عنصر الفسفور والبوتاسيوم الضرورية لإنتاج عمليّة الزراعة، ليتمّ في نهاية هذه التجارب تحديد ما إذا كانت التربة مُلائمة للزراعة أو غير ملائمة.
الطرق الواجب اتباعها للتحسين من خصوبة التربة
- استخدام الأسمدة العضويّة وبقايا المحاصيل: حيث يمكن الحصول على هذه الأسمدة من فضلات الحيوانات؛ نظراً لاحتوائها على كمّيّات كبيرة من المُغذّيات النافعة للنباتات.
تعتمد جودة النباتات التي يتمّ استخدامها كسماد على ضرورة توافر كل من المواد التاليّة:
النتروجين: حيث يجب توافر عنصر النيتروجين في التربة بشكل كبير؛ للمُحافظة على خصوبتها، ومن المُمكن زيادة نسبة توافره عن طريق زراعة النباتات التي تعمل على تثبيته كالبقوليّات.
الفينول: تقوم هذه المادَّة بجعل النباتات تتعفَّن بشكل بطيء جداً، كما أنّها تُقلِّل من سرعة تلفها، حيث يكثر تواجده في سيقان النباتات، ويقل في الأوراق.
اللجنين: يتم من خلالها نقل المواد والمُغذّيات الموجودة في النباتات بشكل بطيء جداً حتى تصل إلى التربة.
- التجيير: تتم هذه الطريقة من خلال إضافة الجير المُتمثّل بمركّبات الكالسيوم، حيث يُعدّ الجير ضروريّاً ومُهمّاً في تعديل الرقم الهيدروجيني للتربة، كما تُعتبر هذه الطريقة اقتصاديّة وغير مُكلفة، وتعمل على تحسين قوام التربة، كما أنّها تزيد من فعاليّة الأسمدة وامتصاصها.
- استخدام ديدان الأرض: تقوم ديدان الأرض بتفكيك التربة وتحليل المواد العضويّة الموجودة فيها، كما تعمل على إعادة تدوير المواد المُغذّية الموجودة في التربة حتى يتمّ الاستفادة منها على أكمل وجه.
مستويات خصوبة التربة
- خصوبة فيزيائيّة: حيث يعتمد هذا المُستوى على قوام التربة وبنيتها وعمقها، إضافةً إلى اعتمادها على نوعية المادة المعدنيّة التي تدخل في تكوين التربة.
- خصوبة كيميائيّة: يُقصد في هذه الخصوبة احتواء التربة على العناصر الغذائيّة اللَّازمة لنموِّ النباتات.
- خصوبة حيويّة: تُعبّر عن مقدار نشاط كائنات التربة وحيواناتها، حيث يتمّ من خلال هذا النشاط تحديد مدى تحوّل العناصر من أشكالها العضويّة إلى أشكالها المعدنيّة القابلة للامتصاص من قبل النبات.
العوامل التي تؤثر على خصوبة التربة
- درجة الحرارة: يؤدي الانخفاض في درجات الحرارة إلى تعطيل نشاط الكائنات الحية الموجودة في التربة، حيث يُبطِّئ من عمليّة تحوّل الأوراق وبقايا النباتات، ممَّا يجعلها تتراكم فوق سطح التربة وبالتالي تتكوّن طبقة سميكة من المادة العضويّة غير المُتحلِّلة.
أمّا ارتفاع درجات الحرارة فيؤدّي إلى تحوّل المواد العضويّة بشكل سريع جداً؛ نظراً لنشاط الكائنات الحيّة الذي يؤدّي إلى إنتاج نوع من الدبال المُهمّ في تحسين نوعيّة التربة وصفاتها.
- كميّة الأمطار: تُساهم كمية المياه المُتساقطة في منطقة مُحدَّدة في إظهار خصوبة التربة، فمثلاً لا تظهر خصوبة التربة في المناطق الجافَّة إلّا بعد أن يتم ريّها بالماء الكافي، حيث تحتوي هذه المناطق على أراضي خصبة إضافةً إلى توفر الحرارة والضوء، ممّا يؤدّي إلى إنتاج محصولٍ وافرٍ خاصةً عند توافر كميّات من مياه تُلبي حاجة النباتات والتربة.
- سعة التبادل: ففي حال زادت سعة التبادل ستتحسَّن التغذية المعدنيّة للنباتات، فمثلاً الأراضي الرمليّة تتميَّز بِسعة تبادل ضعيفة؛ نظراً لِفقرِ هذه الأراضي بالموادِّ الفرويّة ممَّا يجعل تربتها قليلة الخصوبة، حيث لا تحتفظ هذه الأراضي بخصوبتها إلَّا لمدَّة زمنيّة قصيرة.
- المواد العضويّة: تلعب المادة العضويّة دوراً أساسيّاً في خصوبة التربة، حيث تعمل على تحسين الصفات والخصائص الفيزيائيّة والكيمائيّة للتربة، فمثلاً في التربة الرمليّة الخفيفة تزداد نسبة المواد العضويّة وبالتالي يزداد تماسك حبيبات التربة وتحسين قدرتها على الاحتفاظ في المياه.
- نوع التربة والمصدر الذي أتت منه: حيث يُساعد نوع الصخر الذي تفتَّت ونتجت عنه التربة في زيادة وتحسين خصوبة التربة، فمثلاً تلتصق التربة الطينيّة ببعضها بعضاً الأمر الذي يجعل حراثتها والزراعة فيها، أمراً صعباً في حين تمتاز التربة الرمليّة بخفَّة وزنها وبالتالي سهولة حراثتها وزراعتها.
- قوام التربة: يُعبِّر قوام التربة عن التركيب الميكانيكيّ للتربة، حيث يُشير إلى نسبة المواد المعدنيّة التي تتألَّف منها التربة كالطين والرمل الناعم والرمل الخشن إضافةً إلى وجود مادة الحصى.
- عمق التربة: مع زيادة عمق التربة تزداد المساحة التي تنتشر فيها الجذور، بالتالي تزداد كميّة المواد الغذائيّة التي قامت النباتات بامتصاصها، حيث يتمّ تعويض فقر التربة للعناصر الغذائيّة عن طريق زيادة عمق التربة.